*شاعر وقصيدة*
*الشاعر محفوظ عبدالرحمن العماري*
*القصيدة لا يغرك جمالك منتهاه الزوال*
ولد شاعرنا في اسرة بيت العماري الشهيرة ببيت بورايح اسرة من اسر الديس الشرقية العريقة اشتهرت بصياغة الذهب والفضة والده عبدالرحمن العماري الملقب بمولية وما ادراك ما مولية من اوائل من ادخلوا السيارات البيت فورد للديس الشرقية وحكايات مولية مع سيارته وحوادثها لا تنتهي إذ كانت سطحتها الخشبية مربوطة بالحبال على قاعدة السيارة فله القصص الكثير ومن هذه القصص التي يحكوها لنا الاجداد بان الشاعر فرج عوض باجعالة تربطه صداقة حميمة بجدي الشيخ حسين صالح البكري ولا زلت اتذكره خيالا اقصد الشاعر باجعالة وهو في آواخر ايامه في بداية السبعينيات من القرن المنصرم وهو عند الجد حسين يقال بان باجعالة وحسين البكري اشتغلا بتجارة البطاطا الحلوة وكان ياتي بها باجعالة من شرق اي من المشقاص ويقصدوا مديرية الريدة وقصيعر.
ويقال اثناء احد سفراتهم اثناء نزول البيت فورد من على عقبة الغريفة كانت الرحلة في الليل بان الحبال تفككت وانخلست السطحة عن على قاعدة السيارة بدون ان يشعر بها السائق إلا بعد وصول السيارة الى سوق المدينة.
ولا ادري ما صحة هذه الحكاية
كما اشتهر آل بورايح بعلاقتهم الحميمة بالشعر والهبيش وجلسات الدان وقد استاجروا بيت شحور للامسيات والسمرات وجلسات الدان المختلفة ويحضر هذه الجلسات الشاعر الكبير عوض بن السبيتي وعلوي عبدالله وعبدالله عمر سواد وعبدالله محمد وبن جازع وحسين المحضار وياتي معه صديقه الصدوق احمد باحكم وحافظ على باحكم زيارتهم بين الحين والحين حتى رحيل آخرهم من الشيوخ سعيد سالم العماري مقدم مدارة الهبيش في فترة العناد.
ناهيك عن استضافتهم لبعض الشعراء من خارج الديس الشرقية ولعل ابرزهم الشاعر الغنائي الكبير يسلم باحكم صاحب الروائع الغنائية في دقيقة القمر ولى، حسبه رب البرية، تعرض نحوي، اهواك ان قصر الجفاء او طال.
بل استمروا في استضافة الامسيات والندوات الشعرية حتى بعد انتقالهم الى بيتهم الجديد بحافة النايلون واذكر من الشعراء الذين استضافوهم ،الشاعر محفوظ النشادي وسعيد محمد بن هاوي وخصوصا بيت الحاج حسن العماري. وكذلك ابنه عبدالله المعروف بزايد له في هذا المجال الكثير بل كان يستضيف بعض الفنانين من امثال عبدالكريم مرعي واذكر بانه كان يزوره كثيرا الشاعر التريمي الشاعر الغنائي المعروف محفوظ صالح باحشوان وكتب عدة قصائد عن الديس الشرقية منها :
ياغزال الديس رفقا بالعيون العاشقة
يوم كنتي تعشقين على مر السنين
وانا عالعهد باقي عادنا حبك وباك
ياغزال الديس رفقاً
باحشوان شاعر متميز بروائعه الشهيرة شربة ماء، ياساري الليل عاده ليل بانستريح،
ومن اشهر المساجلات التي قيلت في دار عبادي حسن وقد اشتهرت منها بعض الابيات حيث يقول الشاعر عبدالله الوحيري
دارت عليك الدوائر
يا حصن حلفاء سوسك مدر
ما شيء حصى من جبل لي تعز القواسم
صبح تحتك الودف معكون
اما بالنسبة لشاعرنا محفوظ عبدالرحمن عبدالله العماري الشهير بابي سليمان
من مواليد عام 1952م مرتبته البكر في اخوته السته اربعة ذكور 2بنات.
تلقى تعليمه بالديس الشرقية الى الوسطى ثم اكمل دراسته الثانوية بثانوية المكلا حتى تخرجه في عام 1973
اما بالنسبة لشاعرنا محفوظ عبدالرحمن عبدالله العماري الشهير بابي سليمان
من مواليد عام 1952م مرتبته البكر في اخوته السته اربعة ذكور 2بنات.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط بمدارس الديس الشرقية ثم اكمل دراسته الثانوية بثانوية قسم ادبي المكلا حتى تخرجه في عام 1973م
وفي شهر نوفمبر من العام نفسه عين في وزارة التربية والتعليم حضرموت معلما عمل مدرسا لمادتي التاريخ والوطنية فقد كنت احد تلاميذه في الصف الخامس ابتدائي فقد اشتغل بالعمل الاداري كنائبا للمدير له نشاط سياسي وحزبي واسع.
انضم الى حزب طليعة الاشتراكي ونال من الابتزاز السياسي اثناء الصراع السياسي وقد اعتقل عدة مرات وطورد حتى تم توحيد فصائل العمل في منتصف السبعينيات من القرن العشرين تحت مسمى التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية الذي بدوره تحول الى الحزب الاشتراكي اليمني وقد شغل عدة مناصب قيادية وحزبية لعل ابرزها السكرتير الايدلوجي وعضو لجنة مديرية الشحر ثم سكرتير ثانيا. وبعد عام 1990م جمد عضويته
نهائيا في الحزب الاشتراكي.
متزوج وله 2ذكور عبدالرحمن ومحمد وخمس بنات
تقاعد عن العمل في عام2009م
ظل شاعرنا يعاني تشكيله من الامراض لفترة من الزمن وعلى اثرها سافر الى السعودية للعلاج واخيرا الى مصر إلا انه فارق الحياة بعد عودته من مصر في عام بداية عام 2015م وفي منتصف العام نفسه رحل عن دنيانا تاركا لنا بعض من انتاجه الشعري ومنها هذه القصيدة الغنائية الرائعة
اما بالنسبة لنشاطه الادبي كما يقال ابن الوز عوام فقد فتح بيته لجلسات الدان منذ السبعينيات والثمنانينيات بل والتسعينيات من القرن الماضي وكان له حضور في هذا الجانب فقد حضرت معه العديد العديد من الجلسات في حضور العديد مجموعة من الشعراء وهواة الشعر ولعل ابرزهم سبيت بازهير وسعيد سالمين الوعل وسعيد باجعالة ومحمد الحداد وطالب حسين المقدي ابوظبي واحمد صلاح الكسادي وناصر الحضرمي وعوض الجابري.
كما كان احد مؤسسي منتدى وادي عمر وله جلسات بالصالون الرابطي بحضور القيادي المعروف الشيخ صالح احمد الجريري. ومجموعة من رواد الادب واهل الشعر .
كما يعتبر احد مؤسسي جمعية التراث والاثار بمديرية الديس الشرقية وشغل او امين عام للجمعية .
كما اني شاركته في كتابة بحث بعنوان الديس الشرقية بلاد البحر والحصون والينابيع وكذلك مجموعة من المشاركين منهم سعيد عبدالرب الحوثري وصلاح عبدالحافظ الحوثري، جمال قرنح واحمد الشنيني، محمد صالح باشعيب، وقد كتب عن هذا البحث في مجلة الايام الدكتور مبارك سالمين
اما بالنسبة لمساجلاته فله العديد من المساجلاتكما اشرت سالفا .
ولكننا سنتكلم عن رائعته التي نحن بصددها التي جاءت بسلاسة كلماتها وبلغة شعرية سهلة وبكلمات مشحونة بالعاطفة وهي بعنوان
(لا يغرك جمالك منتهاه الزوال )
ذكر لي الشاعر ابوظبي بان محفوظ العماري له قصيدة غنت بصوت الفنان عوض سالم باوزير ولكنني لم اتحصل على ابياتها كما اضاف بانها من الحان سالم جبران ولكنني للاسف الشديد لم اتحصل على ابياتها ولا ادري هل يقصد هذه الابيات التي نحن بصددها اوغيرها.
على كل حال تواصل معي الفنان انور سعيد الحوثري قبل عدة ايام يطلب مني قصيدة لا يغرك جمالك منتهاه الزوال ويقول انها من كلمات والحان احمد محفوظ الحداد فاجبته ممكن ان تتواصل معه مباشرة وبعد تواصله مع الحداد اجابني بان الكلمات للمرحوم محفوظ العماري واللحن له اقصد الاستاذ الحداد. وغناها كما يقول عوض باوزير
المهم قلت له سمعت بان المرحوم محفوظ له قصيدة غنائية ولكنني لم اسمع ابياتها ويجب الاشارة بان الحداد افتقد الابيات والتسجيل ولكن كما يقال صدفة خير من الف ميعاد وانا في طريقي غي احد شوارع الديس الشرقية التقيت باحدى الاصدقاء واهدني دفتر مجلد مخطوط بخط اليد يحتوي على مجموعة من القصائد القديمة وقد دونت معظم القصائد المخطوطة في السبعينيات والقليل منها مطلع الثمانينات وفيها قصائد لشعراء مغمورين وطبعا غنت في ذلك الوقت ومكتوب ملحنها والفنان الذي اداها ومن ضمنها هذه القصيدة الرائعة ومدون آخر الابيات الحان احمد محفوظ الحداد ،غناء الراحل عوض سالم باوزير ونتركك مع الذي، يقول فيه العماري:
------
*لا يغرك جمالك منتهاه للزوال*
-------
ما تدوم الليالي كل شيء له اجل
والذي راح ولى ما بديله بدل
وانت ما انته بزينك قد بلغت الكمال
لا يغرك جمالك منتهاه الزوال
*****
كان ظني بانك المنى والامل
ما توقعت انك لك طرق في الحيل
سلميتك فؤادي صدق ما هو احتيال
لا يغرك جمالك منتهاه الزوال
*****
كم سهرنا الليالي يشهد إلا زحل
يمضي الليل كله ما عرفنا الملل
والكرع من قلوته قد شربنا زلال
لا يغرك جمالك منتهاه الزوال
*****
بعد ما شفت راسي لك توطأ وذل
صرت تأمر وتفتي بالخطأ والزلل
بس يكفيك هذا الغنج هو والدلال
لا يغرك جمالك منتهاه الزوال
*****
كم وكم هام قلبي في هواك انشغل
وانما اليوم ما لك في فؤادي محل
بعد ما بان غدرك لا تساهن وصال
لا يغرك جمالك منتهاه الزوال
*****
كما يجب الاشارة في قصائد غنائية مفقودة لبعض الشعراء المغمورين وجميعهم رحلوا عن دنيانا مثل عوض الجابري، احمد بن حمزة، طالب حسين المقدي بعضها غنت باصوات فنانين مشهور كعلي بن بن بريك وحمزة باعباد وانور الحوثري.
هل من يسعفنا باغنية ياشعاع الشمس غصن البان منك قد ظنى
من كلمات ابوظبي والحان المرحوم محفوظ بن زيدان، اداء عبدالله حمزة باعباد..
وغيرها الكثير والكثير
--------
*كتب*
*الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي*
الاحد 7/رمضان/1440هجرية
2019/5/12م