شاعر وقصيدة
الشاعر (عبدالقادر الكاف )
القصيدة ( يا بوالوشامة)
-------------------
ولد الشاعر عبد القادر محمد الكاف في مدينة تريم الغناء مدينة العلم والادب م.دينة الشعر والدان بمحافظة حضرموت في 26 ديسمبر 1952م في اسرة معروفة باهتمامه بالعلم والمعرفة والادب جده لأمة عميد الدان الحضرمي الشاعر حداد بن حسن الكاف تلقى الابتدائية بتريم و الثانوية بسيئون ثم التحق بكلية التربية جامعة عدن.
عمل معلما لسنوات ثلاث ثم انتقل موظفا في مكاتب وزارة الثقافة حتى وفاته، ويعد شاعرا متفرغا والى جانب كونه شاعر وملحن أبدع في عزف الكمان، وأخذ دورات في دراسة النوتة والمقامات الموسيقية، و لحن معظم قصائده، وهو
وله من الأبناء أربعة (حداد، محمد، حسن، علي) وبنت واحد (فاطمة) .
شعره :
انطلاقته الشعرية كانت في بداية السبعينات من القرن المنصرم وظهر بأسلوبه المتميز في صياغة الكلمات العاطفية وتاخذ اسلوب الشفافية البعيدة عن استخدام الرموز الشعرية التي تتوه المستمع فقد كان شاعرا شفافا صريحا في عواطفه استخدم الكلمات البسيطة في الوصول إلى جمهوره وقد بدأت كتابته لشعر الأغنية كما يقول صديقه الفنان حسن صالح باحشوان كنا نمشي على درب الصدق والمحبة منذ الصغر وغنيت له أول أغنية (في العشية نظرت الزين ثم انت السعادة )إلا أن رائعته (الزمن غدار والحكمة تقول كل شيء معقول ) نعندما صدح بها الفنان الكبير كرامة مرسال كان لها صدى كبير في السبعينات من القرن المنصرم اعلنت عن ولادة شاعر غنائي سيكون له بصماته في شعر الاغنية الحضرمية ونالت هذه الاغنية من الشهرة ما لم تناله اغانيه الاخرى وهصوصا بعد أن غناها الدكتور عبدالرب ادريس ثم الفنان الكويتي محمد البلوشي بطريقته الخاصة كما لا اخفي عليكم بان غنتها الفنان العدنية الحضرمية الاصل الفنان رجاء باسودان في احدى الحفلات الخاصة بمدينة عدن في اواخر الثمانينات .
لقد شكل رحمه الله ثنائيات رائعة مع عدد كبير من الفنانين ابتداء من مسقط راسه مع الفنان والملحن الفذ حسن صالح باحشوان وقد شكلا ثنائي رائعا الكلمة واللحن له والغناء والاداء ولحن أحيانا لباحشون وقد لحن الاخير العديد من الاعمال الناجحة التي جمعت بينهما منها (أيش رايك يا الحبيب الاولي , حتى انت ياحبيبي ) فشاعرنا في غالب الاحيان يعتمد على نفسه في تلحين نصوصه الغنائية إلا أنه يطمئن كثيرا لرفيق دربه الفنان حسن باحشوان في ترجمة عواطفه ويعطي كلماته لحن يتناسب تماما مع لونه الذي أتأخذه الكاف في مشواره الفني . شكلا ثنائيا ايضا مع فنانة حضرموت الاولى في السبعينات الفنانة سلامة علي وقد غنت بصوتها الجهوري العديد الاعمال المشتركة ولها العديد من الألبومات الغنائية ولعل ابرزها تسجيلها لابومها الخاص باستوديوهات رومكو بدولة الكويت الذي حوى مجموعة من الروائع المشتركة منها (عاد نحن ما نسجمنا . حد شاف محبوبي . انت السعادة ) وغيرها .
ومع الفنان الكبير كرامة مرسال شكلا ثنائي متميز قدم من خلاله معظم اغاني ابوحداد كما صرح بذلك فنان حضرموت الأول كرامة مرسال بأنه يفتخر بتقديم معظم اغاني الكاف ولعل ابرزها التي اداها مرسال اول مرة ( عذبتنا يازين ما هو سوى , على ميعاد, شاف لطفي معه . سيبت قلبي معك . يا ابوالوشامة إلا أول إلخ ).
كما له ثنائيات مع الفنان الرائع عبدالرحمن الحداد وقد اشتهرت العديد من النصوص بصوت الحداد ولعل أبرزها ( الحقيقة انك انت ما عرفت ايش الحقيقة ,على ميعاد , شاف لطفي معه , ربيع الهوى) والفنان المعتزل سالم العامري وقدما (تكبر علينا ,أنت السعادة إلخ )
ومع شقيقه من الرضاعة الفنان كرامة بن الوادي الذي غنى مجموعة من روائعه منها ( يا مسيكين أصبر , وطيري ياحمامة ) .
كما غنى له الفنان حمزة باعباد العديد من الروائع منها (يامسيكين واصبر . عاد نحن ما نسجمنا . قطعت قلبي ألا يا طير ياشادي ) والفنان عبدالله الصنح سجل له بالتلفزيون (كفي ياعين وليش تبكين )
الكاف الملحن :
كان رحمه بالاضافة إلى موهبته الشعرية فقد كان ملحنا موهبا أيضا واختار اسلوبا عصريا راقيا في تاليف الالحان المختلفة ولذلك تميزت الحانه بالكوبلات العاطفية والانتقال في اللحن من جملة الى جمله اخرى والخروج بشرعات يختلف لحنها عن لحن اول بيت في الاغنية والرجوع للحن مرة اخرى ولذلك خلق لنفسه اسلوب مزج من خلاله اللحن الحضرمي مع اللحن العدني واعطى لونا أختص به (اسلوب عبدالقادر الكاف ) وبرغم هذا إلا أنه كثير ما يميل إلى التلحين للون البدوي المشقاصي بايقاعه السريع مثل ( يعجبني الزين ومسيره , قطعت قلبي ألا يا طير يتشادي بالتلاحين ) .
استطاع عبدالقادر الكاف ان يطرق مقام الصبا الذي يتحاشاه الحضارم رغم انه مقاما شرقيا صرفا ولم اجد في الاغنية الحضرمية لحن بهذا المقام منذ أن عرفت المقامات الموسيقية حتى هذا العام 2020م أستطاع الفنان الرائع محمد الناخبي أن يقتحم بحر مقام الصبا من خلال لحنه الجميل في أغنيته (صراحة ما سلي قلبي ) .
ولشاعرنا العديد من النصوص التي ممكن ان نطرق إليها ولكنني أخترت ( يا بو الوشامة لتميزها . ولم أسمعها إلا من كرامة مرسال والفنانة الشعبية غنية سالم في سبعينات القرن المنصرم .
النص :
النص جاء في اواخر السبعينات من القرن العشرين في فترة الزخم الفني والتنافس الشديد بين مبدعي ذلك الوقت أو العصر الذهبي للأغنية الحضرمية وقد افتتح شاعرنا رائعته الغنائية بانغام القرار ( ما يسمى عند الموسيقيين المذهب) من مقام الصبا كما أستبعد التخميسة من النص التي غالبا ما تكون موجودة في الاغنية الحضرمية وهذه ميزة من ميزات عبدالقادر الكاف التي تجلت في الكثير من نصوصه الغنائية وافتتح الاغنية بالهدو الموسيقي مع قرار كرامة مرسال وجاء المقطع بهذه الطريقة ما خطبا المحبوب الذي وصفه با يوالوشامة قائلا :
يا بو الوشامة يا بو الوشامة رحنا وجينا لك بالسلامـــة
ثم ينتقل في المقطع الثاني من المذهب مخاطبا الحبيب من لامنا يقصد بهم العواذل او كما يقول الكاتب زهير الهويمل (اللوم هو صوت المجتع السلبي) :
من لامنا ما سمعنا كلامه اللي يحب ما يخاف الملامة
ويأتي البيت الثاني الذي بدا بالشرعة الصوتية(الكوبليه) حيثد تبدي بلزمة موسيقية تنقل صوت الفنان من القرار الى الجواب حيث جاءت الالفاظ بالشوق والاشتياق وليست للمعاتبة ولوم بعضنا بعض أوالنبش في الماضي حين قال :
لا تحسب اني معي لك يا حبيبي عتاب
معي لك اشواق عاده ما احتواها كتاب
لينتقل إلى الشوق الاكبر الشوق للوطن الذي جسده في مسقط راسه الغناء تريم قائلا
مشتاق والشوق رجعنا لك ياحبيبي وللغناء
مشتاق مشتاق والشوق ياما
اثر وسوى في قلبي علامة
البيت الثاني والثالث من رائعته الغنائية يختلفان وزنا عن البيت الأول (المذهب) ليساعد الملحن في صياغة شرعة (الكوبليه) بكل سهولة افضل من ان تكون نفس التفاعيل التي ممكن أن تجر الملحن للعودة إلى المذهب
وقد استخدم في البيت الثالث كلمة لولاك أي لا يمكن بغيرك لا استطيع ان اتخيل الربيع ( لولاك ما كنت اترقب حلول الربيع) وكانه يقول للمحبوب أنت الربيع بكل ما يحمله من مشاعر واحاس معنوية ومادية أ،ت الزهور ولونها انت عبيرها وشذاها (ولا لامر المحبة والهوى اسطيع ( ثم يعود مرة أخرى إلى لفظ لولاك
لولاك ما كنت اتغنى بالحب من غير ما اتهنا
ولا اسري الليل لا خيم ظلامه
ونا كما الطير هايم والحمامة
هكذا الشاعر عبدالقادر تميز بقدراته الشعرية في رسم صوره الجميلة وان يقدم الحان تميزت عن غيره من ملحنين حضرموت .
معرفتي بالشاعر عبدالقادر من الثمانينات من خلال العازف الكمان المعروف أحمد عوض مفلح (بن بيلا)حينما كان ضمن فرقة محافظة عدن إذ كان عازفا كمنجة ضمن فرقة المايسترو العراقي حميد البصري إلا انه لم يطل مكوثه طويلا بعدن بغرفته الصغيرة بعمارات العزاب بالقلوعة فقد تركها وعاد إلى مسقط راسه بحضرموت .
غنى للشاعر عبدالقادر الكاف العديد من الفنانين، وابرز من غنى له من الفنانين في حضرموت , محمد الناخبي , أنور الحوثري , سالم محيور، بدوي الزبير، محفوظ بن بريك، عارف فرج , محمد العفاري .
وكذلك الإماراتي عبدالمنعم العامري (ضاع القمر) , والفنان السعودي عبدالمجيد عبدالله أغنية (الحب الجديد)، الفنان الكويتي خالد الملا أغنية (ياريت لك شي عين) الفنان الكبيرأبوبكر سالم بلفقيه أغنية (مغرم صبابه).
*اعداد الدكتور ,عبدالباسط سعيد الغرابي
الخميس 27/8/2020م
ملحوظة نرجو عدم النشر إلا ببصمة القروب واسم الكاتب
---
https://chat.whatsapp.com/A3XjIYqHO7i0mMSNRb1Wgi