شاعر وقصيدة الشاعر محضار محفوظ مول الدويلة يا خل أيش عطل مراسيلك

شاعر وقصيدة
الشاعر محضار محفوظ مول الدويلة
يا خل أيش عطل مراسيلك
-------------------------------------------------------
فتحت عيني الشاعر محضار محفوظ مول الدويلة بمدينة الحامي حيث شهدت الولادة في عام 1939م بهذه المدينة الصغيرة التي يحتضنها البحر من على طول ساحلها الرملي من الجهة الجنوبية واشجار النخيل تحضنها من الجانب الشمالي كسنتيوتشة حيث تقع المدينة بين شطري لون البحر الازرق واللون الاخضر لون النخيل الباسقة واشجار النارجيل والبيدان والليمون تلك المدينة الرائعة كروعة أهلها ولد فيها شاعرنا محضار في أسرة هاشمية انتقلت من الديس الشرقية قبل فترة من الزمن والده المغني والشاعر محفوظ محضار مول الدويلة الذي قال فيه المحضار يوما ما :
الف حيا بدحقك يا مسلي القلوب الحزينة
ما طيب الوله والمسامر إلا بصوتك إذا ناح
*****
حط مني وخفف عليا فوق ظهري حمولة رزينة
لو لقوها على هاج مقوي ون من جورها صاح
*****
وكذلك المغني والشاعر علوي محفوظ ارثاه المحضار بالعديد من المراثي ولعل اشهرها
يا دمعة العين جودي عا رفيقي خففي بعد الذي في البال
تلقى تعليمه الاساسي بمسقط بمدارس الحامي ثم سافر مبكرا مع والده إلى شرق أفريقيا(تنزانيا) وفي منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم عاد إلى مسقط رأسه وغير مكان مهجره إلى دولة الكويت وفي المقابل وفي عام 1965م غيرت الأسرة موطن إقامتها إلى حي الصيادين ( الخلة) بمدينة الديس الشرقية وظل في مهجره بدولة الكويت طالبا للرزق الحلال حتى غزت القوات العراقية دولة الكويت عام 1990م عاد مرة أخرى إلى مديرية الديس الشرقية وعمل سائق تكسي أجرة بين الديس والشحر حتى توفاه الله يوم الاربعاء 7/ديسمبر /2005م رحمه الله رحمة الابرار شاعرنا متزوج و له ولدان عمر وعلوي وثلاث بنات.
الشاعر محضار مول الدويلة له نشاط اجتماعي في اصلاح ذات البين وكذلك له نشاط آخر في العمل الخيري من خلال الجمعية الاسلامية يقدم المساعدة للاسر الفقيرة والمحتاجة .أما في المجال ثقافي له نشاط واسع في حفظ الاشعار ورويتها وكذلك ألحان الدان وخصوصا دان الحفة , أما مع جمعية التراث والآثار مؤسسيها فكان نشاط كبير معها رغم أنه فارق الحياة بعد تأسيسها بثلاث سنوات فقد جعل من بيته مقرا لاجتماعات جمعية التراث والآثار واستقبال ضيوف الجمعية منذ نشأتها كان أحد الاعضاء والمؤسسين للجمعية وأول من دعوا لتأسيسها كفكرة بالإضافة لكاتب السطورهذه والأخ عمر طالب المقدي ثم على اثر هذه الخطوة التي لاقت صدى واسعبين الاوساط الثقافية, تشكلت اللجنة التحضيرية برئاسة الاستاذ سعيد عبدالرب الحوثري ونائبه الشاعر محمد عبدالله الحداد وثلة من عاشقي التراث وهم :
محفوظ عبدالرحمن العماري , جمال عبدالرحمن قرنح , صلاح عبدالحافظ الحوثري , سعيد صالح باخبازي , أحمد عوض الشنيني , صالح ناصر بن الشيخ علي , محمد صالح باشعيب , أحمد عوض بن سويلمين , صالح سعيد بحرق وقد تم اعلان أول هيئة للجمعية في فبراير من عام 2002م وقد كلف فيها مسئولا للعلاقات بالجمعية وبعد وفاته كلف الاخ خالد سعيد جميع بدلا عنه حتى الانتخابات القادمة .
شاعريته :
فالشاعر صاحب رؤية وصاحب فكر وفلسفة خاصة به وليس شاعرا تقليديا ولو انه شاعرا مقلا ولكن رغم ذلك من خلال هذه القصائد القليلة التي كتبها إلا أن نفس شاعريته ينبعث من بين كلماته رغم أنه جاء في فترة صعبة بالنسبة لشعر الأغنية الديسية حيث أن الملحن سالم سعيد جبران في شهر العسل مع الشاعر المعلم عوض أحمد حميدان لم يكتب له تلحين قصائد محضار ولذلك فستعان بالموسيقي المعروف المايسترو نديم عمر في تلحين نصا وقد تغنى بهذا النص الذي فقدنا كلماته الفنان المعتزل أحمد عوض باخوار ثم لحن الفنان أحمد محفوظ الحداد وقدما مجموعة من النصوص مثل (يا خل أيش عطل مراسيلك ,ترك ذا الطبع) ,وفي محل إقامته بدولة الكويت له تجربة اخرى مع الشعر الغنائي فقد شكل ثنائي مع الفنان عبود بروق وقد لحن له وغنى له مجموعة من النصوص وكذلك الفنان الكويتي المعتزل أحمد سنان ومن ضمنها هذا النص الي بين أيدينا .
حكاية النص :
جاء هذا اللحن هذا بصبغة اللحان أو أصوات مدائر الهبيش, وبالتالي جاءت كلمات ابو عمر بحسب نسق الحان دان الحفة بحكم تأثره الشديد بهذه الاجواء فوالده كما قلنا المغني محفوظ محضار وشقيقه أيضا علوي مغني معروف لهذا اللون وفهذا التأثر شديدة صحبه بوضع كلمات رائعته (ياخل أيش عطل مراسيلك ) وبحكم نسق الكلمات ونكهة نغمات دان الحفة المصبوغة بها انحاز الملحن للون دان رقصة الهبيش أو الحفة الذي ليس غريب عنه ايضا وبالرغم أن ايقاع الأغنية يختلف عن رقصة الهبيش عبارة عن رمبة بينما الهبيش ايقاع بدوي ولذلك حصل تداخل بين كثير من ألحان الحفة مع هذا اللحن برغم تميزه إلا ان التداخل جعل بعض المهتمين يشككوا في اللحن ولكنه يظل للحداد برغم توارد الخواطر في هذا اللحن مع لحن للشاعر سعيد القبيلي الذي يقول فيه
كل من بلي عا بلوته يصبر
والسر له ناس لي تكتمه
لكن بعض الناس فيهم بصر
لا قلدوا باب منه يقنعون
مع لحن آخر للشاعر عبدالله عمر سواد الذي يقول فيه :
لو كلامك صدق باجيب بني ومنصابي
مثل ما قال الشبامي
وانها كذبه معك
خلها من قبل ما يشهد بها شاهد ولا مشهود
نرجع للنص فالشاعر محضار مول الدويلة بحسه المرهف وشاعريته المميزة
و كتب كلماته العاطفية بالاضافة إلى اللحن الشجي الذي من مقام البياتي وهذا المقام الذي يركز عله غالبا الاستاذ الحداد لا يبعد كثيرا عنه ميدانه الذي يلعب فيه كثير فهو بين البياتي وان خرج فهو يصور المقام من الصول إلى اللا ليعطي مقام الحسيني وهذا التصوير للمقام موجود كثيرا في الحان الحداد ولعل أبرزها (العز لي عزيت , ياخير من ليلة ليلة نويرة , لا يغرك جمالك ) وان خرج عن المقام يدخل في مقام مصور له راحة الارواح مثل رائعة محمد الحداد (بين بعدك وقربك) طبعا الاغنية بكل مكوناتها كلمات ولحن نالت استحسان كبير عند الجمهور واصبح الكل يرددها وخصوصا جيل السبعينات وأول من غناها الفنان أنور سعيد الحوثري في بداية حياته الفنية ثم بعد ذلك الفنان أحمد مسعود الجريري والفنان الراحل عوض باوزير وأداها بدولة الكويات كما ذكرنا سالفا الفنان أحمد سنان .
نتركم مع النص الذي كتبه الشاعر محضار محفوظ مول الدويلة :
يا خل أيه عطل مراسيلك
يا خل أيش عطل مراسيلك ما عطيتنا شيء من خبارك خبر
لو عاد لك شيء راي وإلا بصر من بعد ما سرت أيش الذي صار
*****
بيني وبينك عهد وسرائر وجيت زكنتك نهار السفر
تصبح باسراري لغيري تسر والناس تحفظ أمانات وأسرار
****
ليالي نعديها وانا صابر بيت على شانك حليف السهر
والليل كله عا ندير الفكر وكل ساعة باشوار وافكار
****
والصبر ما طقته ولك صابر وانا كنت من عادتي ما صبر
لكن مول الشف ما يعتذر لو كان غيره تعذر بالاعذار
****
جودتك وجميلك على الخاطر والود لي منك بقلبي استقر
واسئل رفاقي أهل وادي عمر ما انا بجودتك جاحد ونكار
****
وان شيء حصل مكتوب ومقدر لا انا ولا انت با نرد القدر
وان كانها حيلة على بوعمر يناقشك بعد في طول الاعمار

بقلم الدكتور :عبدالباسط سعيد الغرابي