تمر الأيام وتأتي الأيام وتنقضي الاعوام عام بعد عام بما تحمله من ذكريات جميلة ويتباعد الأصدقاء و يتفرق الأحباب إلا أن الذكرى الطيبة والجميلة تهب نسماتها بروائحها الزكية من أغوار الزمن لتعيد لنا صفحات تاريخنا وتراثنا الوضاء هذه الأسباب جعلتنا نبحث عن صانعي هذا التراث الذي لازلنا نفتخر به برغم من أننا في أحيان كثيرة ننسي صنّاعه لضعف ذاكرتنا أو لضعف توثيقنا لتراثنا و نحمّل على تقصيرنا الإمكانيات الشحيحة في ذلك الوقت تارة وتارة أخرى نتهم إهمال الاعلام لهولاء المبدعين، من منّنا لا يردد أو لم يسمع عن أغنية تريض ومشي دلا كل من خب بايسير وإلا أنه لا يعلم الكثير منّنا أنّ هذه الأغنية أول من تغنى بكلماتها الفنان المعتزل حاج أحمد باضريس ومن منّنا لم يسمع أغنية عاد الزمن بايدور وقات كل الأطباء أغاني معروفة أهملنا أصحابها يعتبر أول من غناءها للجمهور الفنان عوض سالم باوزير أليس ( الفضل للمتقدم ) كما يقول الشاعر الأموي يزيد بن معاوية و هل تناسينا الفنان المرحوم محفوظ أحمد بن زيدان و هو يغني من ألحانه وكلمات طالب حسين المقدي(أبوظبي ) ( ياشعاع الشمس غصن البان منك قد ضنى ) ألم يكن الفنان سالم محمد بن إسماعيل له فضل السبق في تأدية رائعة سعيد يمين (تركني يافؤادي أهجره ونساه) و كذلك الفنان عبيد التبالي وهو يتغنى بألحان سالم سعيد حبران وكلمات الأستاذ أحمد صلاح الكسادي ( ومع السلامة) و الفنان عمر حفيظ المقدي وهو يردد بصوته العذب أغنية حميدان ( معنى راجي حبيبه) و الفنان عوض باعطير مرددا (أنا مرادي أزوره في السنة مرة) وكذلك ( كما الريشة )أغنية اشتهرت كثيرا وأول من غناءها في عام 1974م على مسرح حوش بحاح الفنان الناشئ في ذلك الوقت الجميل ماجد الكسادي ناهيك عن دور الفنان المشقاصي عبدالله حمزة باعباد الذي أحدث قفزة كبير في تطور الأغنية الديسية من خلال أدائه المتميز لهذا اللون و لا ننسى دور الفنان أحمد مسعود الجريري و غيرهم الكثير والكثير الذين تركوا الساحة الفنية لأسباب خاصة .
كل هذه المقدمة ترسينا على فنان قدم الكثير من الأغاني بصوته العذب و لأول مرة و التي اشتهرت بأسماء فنانين آخرين لعل أشهرها (ناديت كم نادي للمعلم حميدان، لمن أشكو الجفاء من حبيبي أول لحن لسالم سعيد جبران ، قاسي علي قاسي لمحمد عبدالله الحداد ، يامن تجافيني لعبدالله حسين الطفي سهرت الدجى سميري زحل لحميدان ) وغيرها الكثير والكثير فناننا له دور كبير لا يستهان به في تراثنا الديسي و قد تحصل بجدارة على لقب (بلبل الوادي) فهو يمتلك صوت شجي و حضور رائع وعايش المرحلة الثانية لولادة الأغنية الديسية بكل اساسه المرهف أي واكب بداية ظهور الثنائي المتألق الشاعر عوض أحمد حميدان والملحن الفذ سالم سعيد جبران وقد أجرينا معه هذا الحوار الشيق و تركنا ضيفنا يبحث في صفحات ذاكرته ليعطي جمهور منتديات وادي عمر لمحة تاريخية من خلال مشواره مع هذا اللون المتميز .
س .....................؟
البداية:
كانت من المدرسة (الإعدادية ) في الذكرى السنوية الأولى لافتتاح المدرسة و كان ذلك في العام الدراسي 68/1969م .
أما عن ظهوري و من كان وراء ذلك فيعود الفضل للأستاذ المرحوم سعيد عمر فرحان (أبوعمر) عندما جاء بعد العصر إلى قاعة الألعاب وكنّا نلعب لعبة الكيرم و كنت أغني أثناء اللعب فتوقف عند باب القاعة حتى أكملت الأغنية ثم دخل إلى القاعة و سأل من كان يغني ؟ فأجابه احد الزملاء حاج الذي كان يغني فسكت حتي اليوم التالي تم استدعائي إلى مكتب المدرسين بعد الطابور الصباحي مباشرة و شرحوا لي أن المدرسة مقبلة على إقامة مهرجان رياضي و حفل فني بمناسبة الذكرى الأولى لافتتاح المدرسة و طلبوا مني المشاركة في الحفل ومن هنا كانت البداية .
س ...................... ؟
ج- حقيقة كان يعجبني:
صوت الفنان حمزة و أما المنافسة بمعناها الواسع لم تكن تشغلنا كثيرا يمكن بحكم صغر سننا و لكني أتذكر أني حظيت بلقب (بلبل الوادي).
س ..................... ؟
ج - أول أغنية:
لي كانت الوداع الوداع من كلمات حسين المحضار والحان سالم سعيد جبران أديتها في عام 1969م ، أما تأثري فقد تأثرت بالفنان كرامة مرسال .
س .................... ؟
ج – الفرق بين فن زمان و فن اليوم:
كالفرق بين الصناعات القديمة زمان و صناعات اليوم القوة والمتانة و الجودة . فالفن زمان كان يمتاز بالصدق و قوة الكلمة و اللحن و لذلك ترى الكثير من الأغاني القديمة تعيش بيننا حتى الآن أما الفن الآن لا يمتلك مقومات البقاء لفترة طويلة فترى ظهور سريع للأغنية و نسيان أسرع .
س .................. ؟
ج - في اعتقادي أن هناك جملة من العوامل:
تؤثر في ازدهار الأغنية أو ركودها فعند توفر هذه العوامل تشهد الأغنية بلا شك ازدهار و انتعاش و بانعدام تلك العوامل تدخل في سبات عميق و من هذه العوامل :
الكلمة ، اللحن ، الصوت ،الفرقة الموسيقية ، الجمهور .
كما لا ننسى أن الظروف المعيشية الصعبة دور في عزوف الناس عن حضور السهرات و كذا الإحباط الذي أصاب المبدعين و انشغال الناس بهموم حياتهم اليومية كل ذلك بلا شك أدى إلى ركود الأغنية الديسية و الحضرمية بشكل عام
ج – غنيت لمجموعة من الشعراء والملحنين:
أبرزهم الشاعر المرحوم عوض أحمد حميدان و الشاعر الأستاذ محمد عبدالله الحداد ومن الملحنين المرحوم سالم سعيد جبران والفنان عبدالله حسين الطفي .
س .................. ؟
ج – بعد سفري من حضرموت:
إلى عدن مارست الغناء و لكن على نطاق ضيق مع الشاعر والفنان سعيد يمين عبدالله حيث كانت لنا جلسة أسبوعية ( كل خميس ) في بيته أو في مكتب النقل البحري . ثم انتقلت للعمل في أبين و التحقت بفرقة المجلس العمالي ثم الفرقة الموسيقية التابعة لإدارة الثقافة بالمحافظة و كنت احد الأعضاء المؤسسين للفرقة و بقيت فيها حتى عام 1980م .
س .................. ؟
ج – لا أستطيع أن أحدد آخر أغنيةأديتها:
و لكن آخر حفلة شاركت فيها كانت بمدينة الديس الشرقية أمام ساحة الحُصن كانت بمناسبة الذكرى الخامسة لاستقلال الجنوب 30نوفمبر عام 1972م شاركت فيها بمجموعة من الأغاني منها (لبيك ياموطني لبيك ياسكني ) و هي من كلمات الشيخ عبدالله الناخبي و ألحان الفنان كرامة مرسال و يامن تجافيني أيه السبب ظلما تعاديني من غير ذنب من كلمات المعلم حميدان لحن سالم سعيد جبران .
س .................. ؟
ج – بالتأكيد أن ظهور الفنان حمزة و الفنان عوض باوزير:
قد أعطى دفعة قوية للأغنية الديسية لما لهم من حضور فني حينها و امتلاكهم أصوات جميلة جعلتهم يحجزوا مقعد للأغنية الديسية في مسرح الغناء الحضرمي .
س .................. ؟
ج – كما ذكرت في إجاباتي السابقة لم أترك الساحة الفنية و لكني تركت حضرموت لأسباب أسرية .
س .................. ؟
ج – حول إمكانية استعادة نشاطي:
الفني فذلك مرتبط بتوفر الظروف المناسبة .
س .................. ؟
نصيحتي للفنانينالجدد:
هي عليهم أن يحسنوا اختيار الكلمات و اختيار اللحن المناسب لأصواتهم و أن لا يسرعوا طلبا للشهرة لأن الوصول إلى الشهرة أو القمة سهل و لكن الصعب الحفاظ على هذه الشهرة أو البقاء في القمة فبالجهد المتواصل و الصبر يصل الإنسان إلى غاياته .
س .................. ؟
لا أقول أني متابع لتطور الأغنية:
في حضرموت ولكني متابع لكل جديد يظهر في الساحة الفنية في حضرموت بشكل عام لأني لم أفهم ماذا تقصد بتطور الأغنية.
س .................. ؟
ج – أشكر:
منتديات وادي عمر و القائمين عليها لإتاحتهم لي هذه الفرصة للظهور على صفحاتها و أخص بالذكر الأخ عبدالباسط الغرابي الذي أجرى هذه المقابلة متمنيا للجميع التوفيق والنجاح في مهامهم .