الشهير بعوض بن سلم من مواليدعام 1898م تقريبا في قرية الواسطه وهي المنطقة التي يسكنها بيت سلم ، احد القرى التابعة لمدينة الديس الشرقية ، اشتغل في السفن الشراعية شانه شان أبناء منطقته فقد
أشتهروا بالعمل في الأسفارمما مكنه من التعرف على كثيرمن المواني الواقعه على بحر العرب
والخليج الهندي وأستقر به الحال في أربعينيات القرن الماضي بمنطقة الخيصة بعدن حتى منتصف الخمسينيات عاد الى مسقط رأسه وخلال هذه الفتة هجر الناس وعاش وحيدا متشردا تائها بين قرى وفيافي الديس الشرقية حتى توفاه الله تحت إحدى أشجار البيدان ( اللوز البحريني ) في منطقة تويثنات في أحدى أيام عام 1961م رحم الله عوض سلم رحمة الأبرار .
أما حياته الشعرية فقد قال الشعر في سن مبكرة كما يقولوا الرواة وشهد له شعراء عصره بانه ذو موهبه شعرية فذة و يجيد شعر المساجلات وخصوصا مساجلات رقصة الهبيش وبيت عمر ودان جيبوتي الذي أتكنه كثيرا وللاسف الشديد.لم يصلنا الكثير من أشعاره بحكم إنه لايوجد من يدون هذه الاشعار إلا ما يحفظه الرواه وننقل لكم مانسب لشاعرنا عوض سلم . قال الراوي المرحوم عوض بايعشوت إن أبن سلم كان معهم بحار في إحدى سفن الخواجة البس وهم على مقربة من ميناء الشحر وعندما برزت علينا مدينة الشحر بمبانيها وقصورها المميزة ( دار ناصر وحصن بن عياش ) وقصورها الأثرية ( دار البياني ودار بصعر ) وغيرها وفي هذه اللحظة الشاعرية وهم يتسامرون كما جرت العادة والمغني يدندن عليهم بصوته الشجي على أنغام صوت جيبوتي الذي تميزت به الديس الشرقية عن غيرها من المناطق و ابن سلم يسكب عليهم أشعاره كأنها الشهد على أفواههم مسبشرا بظهور مدينة الشحر ومهنيا سكانها بمحلة هذه المدينة التاريخية قائلا :
يأهل الرواشين يهناكم محلة سعاد
الملك له والمراد
شبيه رمدات العماد
***********
لي شيدوها مسوا في ضيقات اللحاد
أهل الطغاء والفساد
أقوام شداد بن عاد
***********
لي خلفوا مصر والبصرة مع بغداد
و الصافنات الجياد
أمسوا صماتات وجماد
***********
لأنت مفرج ولا عنتر ولد شداد
يسري بليل السواد
يصبح بمكه إذا راد
***********
كما نسبت له الأبيات التالية والتي يقول فيها :
الشحر بندر ولكن آه مرساها
متعوب حد التعب المبتلي في هواها
حيا قصور الملاح بعطي عيوني ملاها
***************
رحم الله أبن سلم عاش وحيدا ومات وحيدا ولكنه كان مبدعا خلف للاجيال في جوف الرواة تحتاج من
ينقب عنها ويحفظها لتكون تراث لهذه المديرية لتفتخر بمدعيها منامثال عوض سلم وأبن عبود وأبن
البيقع وأبن عسيمه وعوض عبدالصمد وعبود ريحان وغيرهم من الجال الذين نسيناهم ولكن خلدتهم
أشعارهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبدالرحيم غوث محمد باوزير
ويعرف بأبوماهر تمييزا له عن الشاعر عبد الرحيم غوث الأول ( أبومحمد ) .
شاعرنا من مواليد عام 1937م بقرية الرجيدة التي أنجبت العديد من الشعراء من أمثال عبد الصمد عمرباوزير وعبد الرحيم حمد وابنه محمد عبد الرحيم وغيرهم . تلقى تعليمه الأبتدائي بمدارس الديس الشرقية على يد الشيخ محمد سعيد باشا والشيخ محمد شيخ بن أسماعيل وغيرهم أكمل تعليمه المتوسط الاستكمال تعليمه الثانوي حتى تخرج منها في عام 1964م ، بدء حياته العملية معلما لمادة اللغة الإنجليزية بمدارس الديس الشرقية وتدرج في سلك التدريس من معلما الى مدير للمدرسة الوسطى بالديس الشرقية ، كان من مناضلي حركة التحرير عضو قيادي بالجبهة القومية وله نشاط واسع في هذا المجال ولسنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع ، سافر بعد الاستقلال إلى القاهرة أخذ خلالها دورة في مجال التعليم عين في عام 1969م مديرا عاما لإدارة التربية بمحافظة حضرموت حتى توفاه الله أثر حادث مروري مؤسف في مدينة عدن في عام 1973م عن عمر ناهز 36 عاما وهو في مقتبل العمر رحم الله شاعرنا رحمة الأبرار .
رغم هذه الحياة القصيرة إلا أنها كانت مليئة بالاحداث التي مر بها شاعرنا فقد كان مناضلا وشخصية أجتماعية يكن لها التقدير والاحترام بالإضافة إلى كونه تربوي قدير شغل عدة مناصب قيادية سبق ذكرها في الترجمة عن حياته .
بالرغم من أنه شاعرا مقل ومساجلته قليلة إلا أنها توحي [ان قائلها شاعرا متمكنا وأنه يجيد نظم الشعر وقادرا على مساجلت مساجليه حتى ولو كان مثل المحضاروالباجعاله وقد عجب المحضار باحد ابيات شاعرنا و أدخله ضمن أحدى أغانيه الشهيرة التي تغنى بها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه ، الذي قيل في أحدى الجلسات عندما قال المحضار على صوت سواد :
ياحامل الأثقال خففها شوي ذا حمل ماينشال
عاد النجد قدامك حسر وجبال يامصعب مناله فأجابه أبو ماهر :
الصبر يارجال بكرة تنفرج ويحلها الحلال
والمقصود يتحقق مع الأمال يالله بالجمــــــــاله
لم يصلنا إلا اليسير من أشعاره فقد ذكر المرحوم سعيد عوضه أن شاعرنا له مشاركات على الزامل وقد روى هذه الأبيات :
رب السماء يحفظ عروبتنا وأخواننا الأبطال في ردفان
حقق بها الفرحة لأمــــــتنا نقهر بها كل من معه عدوان
أما مساجلاته على دان الحفه تعتبر من أكثر الرقصات التي سجلها له الرواه العديد منها وقد أهداني الشاعر المرحوم محضار مول الدويلة مساجلة له مع الشعراء (حسين المحضار ، سعيد بامطرف ( أبن طيور)، سعيد باجعاله ) في عام 1972م أي قبل وفاة شاعرنا بعدة أشهر في منطقة الرجيدة ببيت الشاعر على صوت المغني سبيت مبارك بازهير أستهل السمر أبن طيور :
ماشفت ليهن ربن عاضلع * وفريديا محتوية عاضـــــــــــــــــــــــلاعه
عاتلقي ثـــــــــــــــــــــم * لكن حراثها عاقدا سومهاحــــــــــــــــــال
المحضار :
وادي عمر في دبوره وسع * ياريت لي من قصبة الصيق ساعـــــــــــــة
بابد باخــــــــــــــــــــــــر * يوم قلبي يحب العمارات في المــــــــــــال
أبن طيور :
وين ليهو يضم الضيـــــــــع * عربي محمل فلت من ضــــــياعـــــــــــه
وين ليهو يقص الأثـــــــــــر * نابغيت يجيب التحاقيق من رؤوس الجـــال
كان مهمل وشله الســــــــبع * مخطر الوادي ومخطر سبــــــــاعـــــــــــه
محفظت النــــــــــــــــــــشر* أنت هملتهن في جبال ورمـــــــــــــتـــــــال
باجعاله :
ماهو لكل هم تلهم شـــــــــــنع * لقولهن داير وسنرى شنـــــــــــــــــــاعه
با يخرطونه خــــــــــــــــضر* السرق مايقدرون ينفظون لخيـــــــــــــال
باوزير :
ادنا ماضربت الــــــــــــــــودع * عيني بكم با أهل القلوب الوداعـــــــــــه
ما وصلنا خـــــــــــــــــــبر* لا ولحد تفضل علي يســـــــــــــــــــــؤال
المحضار :
طبك وذاك الددواء مانـــــفع * الناس منك ساهنين النفاعـــــــــــــــــــــة
ريتها في الشــــــــــــــــــعر* بانميله لكن المرض سمسر الــــــــــــحال
باوزير :
باتقدم السيل بشرب كـــــرع * والبخس عا من تخونه كراعــــــــــــــــه
بايطيب الســــــــــــــــــمر * لتهنيت شربة كرع صــــــــــــــافي زلال
المحضار :
ضميت ماقلت لك مــن ورع * لكن شفت لي يــــــــــــــــــــسقون راعه
بخت كل من صــــــــــــــبر * العرب قالوا كل من صبرنـــــــــــــــــال
لأمتك يامحمد شــــــــــــــفع * ماشي عمل ينجي خلاف الشفاعــــــــــة
يقطعونه خــــــــــــــــــــضر * خلوا الناس في شمس ماله ظـــــــــــلال
__________________________________________________