*حكاية اغنية*
*ياويح نفسي*
--------------------
تعتبر رائعة الشاعر الكبير الرحل حسين ابوبكر المحضار من اروع الاغاني العاطفية التي كتبها عن الوطن والحنين إلى الوطن وقد امعن فيها كثيرا وابرز قدارته الشعرية الهائلة في تصيد الكلمات وخبرته في كتابة النص الغنائي واستخدام الحكم والامثال الشعبية التي يزخر بها التراث الحضرمي في توظيف الكلمات ونسجها بطريقة بديعة فسلكت سلوك الشهد اللذيذ في نسجها وهو يذكرنا في هذه القصيدة بالشعراء الذين سبقوه ولم يعاصرهم او يساجلهم مثل سعيد حمود مقسومة صاحب اللحن والبيت الاول والنسق الذي استنبطه ونمقه من بيت الشاعر الراحل سالم سعيد باسباع(قريشن) فهذان الشاعران سبقا المحضار بعدة سنوات اي توفيا في عز شبابهما فالاول قتل بالخطأ والآخر اصيب بمرض عضال ادى إلى وفاته مبكرا في عام 1946م بحسب رواية بامطرف
نرجع الى موضوعنا
لحكاية لحن ياويح نفسي اولا بحسب رواية
الشاعر المرحوم باذنه تعالى محضار محفوظ مول الدويلة شاعر معروف وقد اشتهر برائعته الغنائية
(ياخل ايش عطل مراسيلك )
وهي من روائع الاغنية الديسية التي قدمها في السبعينات واداها الفنان الناشئ في ذلك انور سعيد وهي لصوت دان حفة للشاعر سعيد القبيلي وطوعها غنائيا الفنان والشاعر
والمحن الاستاذ احمد محفوظ الحداد.
حيث اخبرني مول الدويلة رحمه الله وهو صديق مقرب جدا من الشاعر حسين المحضار يذكر المرحوم محضار بان ابومحضار جاء إلى دولة الكويت في نهاية الثمانينات وبالتحديد في اواخر عام 1987م
وكان مرافقا لشريكة حياته بعد ان اصيبت بكسور في عظم الحوض اجبرها على عدم الحركة وبموجب هذا الكسر نقلها المحضار إلى الكويت للعلاج بمستسفى الصباح.
وقد استضافهم الشيخ احمد الرومي صاحب شركة رومكو للصوتيات بالكويت.
ثم ترقدت الزوجةالصباح السالف ذكره وفي هذا الاثناء كان ابوعمر يزور صديقه الشاعر كل ليلة يتسامرا مع بعضهما وفي هذا الاثناء كان يطلب المحضار صوت دان هبيش اي لحن حفة فكان يستعرض ابوعمرعليه بعض الاصوات لسواد وسعيد حمود وغيرهم من كلحني دان الحفة.
إلا ان المحضار لم يشجيه شيء من هذه الالحان او الاصوات.
وبعد عدة اسابيع جاء إليه مول الدويلة ففاجاه المحضار بانه وجد الصوت اي ياخير بكرة للشاعر والملحن والمغني سعيد حمود الذي سبق ذكره سالفا.
إلا ان محضار قال لا علم لي ، من اين اتى المحضار بهذا اللحن.
وتواصلا مع الشيخ محمد سعيد حوري في الفترة التي كان فيها المحضار بدولة الكويت قال الحوري بانه كان ياتينا يزورنا بالعزبة الشهيرة (عزبة بيت حوري)بمنطقة شرق بالكويت وكان يلتقي بالمغني عبدالله محمد حوري وهذا الاخير كان ممن زاملوا الشاعر الكبير عوض بن سبيتي علوي عبدالله وعوض طيور وحسين المحضار ايضا في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم فكان يغني في الجلسات الغير رسمية.
وكان في هذه الجلسات التي تمت في بيت حوري بين المحضار وعبدالله حوري يطلب منه المحضار صوت او لحن لينسج عليه اشجانه وما يعانيه في الغربة . وفي نهاية المطاف توصلا الى صوت سعيد حمود..
وقد جاء البيت الاول الذي يقول فيه سعيد
ياخير بكرة لذكرت لوطانها حنت حتى ولو هي عا مطرح الخير رغبانه
وعلى المرارد لشافت الوفر تتنغص
ذلا مكودة لي كادها بالعمد الجمال.
وكان يخاطب الشاعر سعيد سالم باسباع الشهير بقريشن والذي اجاب سعيد حمود
قائلا بسب ما اذكر
قال السباعي ماحد على العيف يتحسف
ما غير واحد ما ضم له عقل رزانه
النفس تندم وتتحسف على فاطر
ترغي وتهدر
لا زاد في حملها مكيال
إلى أن وصلا الى النسق الذي استحسنه واعجب به المحضار كثيرا ليعتمده في نهاية كل مقطع اغنائي من ابيات رائعته ياويح نفسي الذي يقول فيه قريشن :
يا سعيد خبر عن كل واحد سال عني
قله السباعي لي يعرف الييك والرانة
قله البضاعة لادخلت السوق تتغرب
قدها مقاله الزين ما يتعب الدلال
النص المحضاري
من خلال هذا السرد واضح جدا ان الشاعر اراد عن يعبر عن بعده عن الوطن وان يترجم معناته واحاسيسه الفياضة فوجد ضالته في هذا اللحن من اصوات الحفة على مقام الحسيني
ان مطلع المساجلة قالها الشاعر والجمال الذي مقتولا على ظهر ناقته بعد سمرة ومساجلة دارت في مدينة سعاد ومن خلال رحيله من الشحر الى الديس تعرض لعملية اغتيال قضت على هذه الموهبة الفذة وقد نقل عنه في تلك الليلة قال بن حمود:
سعيد حمو د لاتغرك الدنيا
حوالك باتجيبك في خلا خالي
وعادك يوم بدور عليا
وانا ريض وراغب عاقفول الباب
بيت الشاعر سعيد الذي افتتح به السر وجد فيه المحضار خير ما يعبر به عن معناة البعد والفراق
فستهل قصيدته الغنائية المسحونة بنيران الفراق مع بعض التغيير والتعديل البسيط واختار صياغة قريشن بوضع حكمة او مثل في نهاية كل مقطع غنائي كما فعل قريشن في في سياق جوابه على بنحمود، حين قال قدها مقاله الزين ما يتعب الدلال
ويستبدل حرف الروي المحضاو النون عوضا عن الدال لما يحمل هذا الحرف من وايقاع طربي وشجن وعاطفة اكثر من حرف الدال
وجاءت الصياغة المحضارية الرائعة
كالتالي:
،،ياويح نفسي والتي تقول كلماتها
ياويح نفسي لاذكرت اوطانها حنت
حتى ولو هي عا مطرح الخير رغبانه
وعلى الموارد لاجات للشرب تتنغص
قدها مقاله شرب النغص يتعب الانسان
،،،،،،،،،،،،،
ذا كيف سوي والدهر يقسي ويتعنت
كلما له الا نكد علي باحزانه
لاباس بصبر مامؤمن الا ويتمحص
قدها مقاله الصبر من قوة الايمان
،،،،،،،،،،،،،،
الدموع تجري من طولة البين ماكفت
والعقل حائر والجوف يشعل بنيرانه
والرجل ثقلت في الحد لي كنت رصه رص
قدهامقاله ماحد يتمي على ماكان
،،،،،،،،،
ياطير يالي من فوق الاغصان تتلفت
خليك مثلي شل الغنا واشغل البانه
ماتحسي الا ونور الامل بصبص
قدها مقالة ماتنقطع رحمة الرحمان
،،،،،،،،،،،،
*اداء النص لاول مرة*
غنى هذا النص في عام 1988م ولكن يظل سؤال من اول من غنى رائعة المحضار بكل تاكيد سوف يقال بكل سهولة الفنان الكبير ايوبكر سالم بلفقية ولكن هذاه الرواية صحيحه لا اعتقد بانها دقيقة لانني في منتصف عام 1988م كنت ضمن فرقة. موسيقية عازفا كمنجة في مخدرة وكانت المخدرة للمرحوم حاج بريك الشهير بالساج عريسا فيها وقد شارك في احياء هذه الليلة نخبة من كبار فناني حضرموت منهم سعيد عبدالمعين، بدوي الزبير، محفوظ مبارك الاخير وصل على التو من دولة الكويت كان فيها مغتربا. وشارك بعد غنى عبدالمعين ثم البدوي. ثم محفوظ مبارك الشهير بالبعوض اكمل السهرة ثم حنى للعريس من ضمن الاغاني التي غناها (ياويح نفسي)ضع خطين تحتها عند اداء هذه الاغنية فكان الجمهور يستمع زهذه الاغنية وهو يسمعها لاول مرة.
ولكن بعد شهر او شهرين اكتسحت الاغنية السوق يصوت الفنان الراحل ابوبكر سالم تسجيلات رومكو.
فهل نقدر ان نحدد من اداها الاول.
اخبرني احد الاصدقاء واعتقد بانه فائز باعباد بان ابوبكر غناها في مقيل خاص بالعود ووزع توزيعا محدودا ولا ندري هل البعوض استمع لغناء ابوبكر الذي كان بالعود ا انه استلمها من المحضار مباشرة. او طلب منه بالكويت ان يرسخ الاغنية ويطوعها موسيقيا قبل خروجها رسمي فالجميع كانوا بالكويت واداها كتسجيل اولي لترسيخ اللحن ليقدمه لبلفقية في تسجيله المشهور هذا والله اعلم.
--
الذي دعاني ان اكتب هذه الحكاية التي تلقيتها مباشرة من هؤلاء الذين عايشوا الحدث ما نقل احد عن الاستاذ محمد معدان في احد مقالاته في مواقع التواصل بان ملحن هذا الكلمات الملحن الرائع والشاعر الكبير عبدالله عمر سواد و هذا خطأ كبير لماذا لان اللحن اولا على اصوات الهبيش القديمة اي قبل شرح سواد والشرح القديم يسمى شرح سعيد حمود وصويلح بن حمزة اما الشرح الحديث الذي استحدثه سواد وسالم ابوبكر فادخل عليه الرزحة والمحنحن الذي تستخدمه الراقصة اثناء الرقص عبارة صولجات اوجناحن مصنوعة من الفضة ويسمى بشرحهما
فكيف يكون بركما لسواد
الشيء الآخر ان المحضار لم يعاصر سعيد حمود فقد توفى والمحضار صغير سن كما لم نسمع من الرواه اي مساجلة للمحضار على الشرح القديم وخصوصا في المدارة.
ولكن قد جاءت له بعض القصائد على الشرح القديم ولكن في جلسات ةليس على المدارة
حين قال المحضار:
تحلا لك الفارسية
والزين مثل الشمس يظهر على المشترية
في عدن قدها بخاخير
مكتوب عابابها وارد الشام.
اما الحكاية الثانية كما رواها الاستاذ معدان
يقول فيها بان الاستاذ الشيخ سعيد باوزير راوي هذي الحكاية بان زوجة المحضار ادخلت مستشفى الصباح بالكويت.قسم العظام،،بالشويخ،، وفي حديقة المستشفى جمع لقاء بين كل من الاستاذ الشيخ سعيد باوزير راوي هذي الحكاية.والشيخ احمد الرومي مالك شركة رومكو، والاستاذ الصحفي الشهير سعيد سبتي والفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه والفنان نبيل شعيل. وفي اثناء هذه اللحظات ومن معاناة السفر والفراق ومرض الزوجة العضال..هبط وحي الشعر على المحضار فدندن واسمعهم المحضار هذه الكلمات على اللحن السؤال كيف للمحضار ان يقول هذا اللحن لسواد وهو يعلم علم اليقين انه ليس لسواد على الاطلاق
فلربما تكون الحكاية مرتبطة الثانية مرتبطة بكلام مول الدويلة وحوري.
ولذلك نطلب من الاستاذ سعيد سبتي ان يقول رايه في تاكيد ما نقل عن الشيخ سعيد باوزير
تحياتي
الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي
الديس الشرقية
الثلاثاء. 2019/4/9م