البلدة في التراث الشعبي

البلدة في التراث الشعبي
في منتصف شهر مايو من كل عام تستقبل مواني ومرافي حضرموت السفن الشراعية مطرحة أو مرسية (كالمكلا وبروم والشحر والحامي والقرن وقصيعر وغيرها..... ) اي عندما يهل علينا ما يسمى بموسم الاقفال تتوقف السفن عن الابحار و يأتوا البحارة والمغتربون من مهاجرهم فمنهم من سواحل افريقيا والهند والخليج العربي و منهم من عدن كما قال الشاعر :
المكلا بمرساها ومرسى في سعاد الزبينة
خلها إلا تهب بتصبحنك من عدن كمين فرمان
وقول الشاعر الحداد :
كانت القرن ميناء لوادي عمر
لوصل فلك في القرن نستقبله
من رسى نطرحه عالفساسي
نتفاقد اللوح ونغير اللون
وكل هذه الاحداث تتم قبل أن يدخل نجم الشول أي آخر نجم من نجوم فصل الصيف وقد قال الشاعر محفوظ محضار مول الدولية :
صباح الرضا صبحت عا بندر
قبل التعب والبحور الغزيرة
ربك إذا ساعد الإنسان
يوصل بنجمين قبل الشول
اما بالنسبة لسكان حضرموت تزامنا مع نضج ثمار النخيل ينتقل سكان المدن والمناطق الساحلية إلى المدن والقرى القريبة من بساتين أشجار النخيل(الديس الشرقية , المعيان وتبالة بالشحر ,الديوان والنقعة بغيل باوزير , عسد الجبل وشخاوي بالريدة وقصيعر) للتمتع بالبيئة الريفية الخلابة والاجواء الريفية الرائعة لفصلي الصيف والخريف التي تختلف اختلافا كثير عن البيئة الساحلية والحصول على ما يكفيهم من التمو لنقلها إلى أماكن اقامتهم تكفيهم غذاء وزاد بقية أشهر العام .
موسم الخريف بمديرية الديس الشرقية :
يقفل البحر ويتوافد المسافرون من كل صوب فمنهم من خارج حضرموت ومن اغلبهم من المغتربون والبحارة ومنهم من يأتي من المديريات المجاورة كالشحر والمكلا وغيل باوزير .
سر جذب الديس للمتخرفين :
لعدة أسباب :
الموقع : الديس تتمتع بموقع متميز فهي تقع على ساحل البحر وترتفع المدينة (هضبة الديس الشرقية )عن سطح البحر بحوالي 20قدم وهذا الارتفاع أدى إلى وجود مناخ بيئي متميز يختلف عن البيئة الساحلية في متوسط درجات الحرارة والرطوبة النسبية بالاضافة إلى هبوب رياح الكوس وكثافة اشجار النخيل ادى إلى تعديل درجات الحرارة وتلطيف الجو العام.
ثرواتها المختلفة : توجد رقعة زراعية كبيرة وتتميز بكثرة الينابيع منها الساخنة والمعدنية (الصيق , صنعة , ثوبان , صويبر) وقد قال عنها الشاعر محفوظ باحشون :
شهرك ثلاثين ياوادي عمر شهرك ثلاثين
فيك المعايين احلى من العسل والعنبة والتين
واللي اوعد حبيبي فد اوفى بالدين
شهرك ثلاثين

بالاضافة إلى الثروة الزراعية الهائلة وخصوصا النخيل والتنوع الحيوي لأصناف النخيل فقد بلغت عدد الاصناف كما يقول الدكتور عبدالله عمر باخوار إلى أكثر من ستين صنف .
ولنا في قول المحضار شاهد :
كلين يمكن عا سوامه
والنخلع السوم تب من بعد تب
وخريفهن قالب بقالب
فوقهن صيف عا يقلب قليب
وقال الحداد في تنوع الاصناف وتميزها:
لاطفت في نخل وادي عمر
بجني إلا خيار الثمر من نخيله
والنخل ما هن سوى
شئء ما يلذك وشيء طعمه لذيذ
وقد ذكر بعض شعراء الديس الشرقية بعض الأصناف بعينها كقول الشاعر المعلم حميدان:
من خرفت العرقذية
الخيل منين
هيضتنا الزراعة والارض
ماهي ضمانة تشرب من العين
وكذلك الشاعر فرج باجعالة متحدثا عن وفرة الإنتاج وجودة المحصول :
وخرفتك يا المكي تلقي للبنادم ذخير
وكل حبة تجي رطل في الميزان
سكانها : سكان مديرية الديس الشرقية خليط من قبائل مختلفة وطبقات متباينة إلا ان هذا التباين لم يخلق فجوة وتباعد في النسيج الاجتماعي برغم وجود أسر عريقة من القبائل (الهاشمية والمشائخ والقبائل المهيمنة من حملة السلاح ) إلا أن هذا التمايز الطبقي يكاد يكون معدوم ولذلك يتعامل السكان مع بعضهم بعض بروح الرجل الواحد ومعاملتهم للضيف والغريب بروح عالية دون تكلف أو خلق حواجز طبقية أو عنصرية ولذلك لا يشعر الضيف والغريب بالعزلة أي تذوب الفوارق الطبقية والمناطقية والجهوية في وادي عمر ولذلك يشعر من يعاشرهم بينهم بأنه منهم وفيهم بل أن العديد من الاسر التي انتقلت في مواسم الخريف للتخرف تركت مديرياتها وجعلت من الديس الشرقية مسكنا ومحل لاقامتها الدائمة ومنهم من جاء للعمل ومنهم جاء مستوظف أو عسكري . ومنهم من جاء بسبب المجاعة التي حدثت في وادي حضرموت بسبب الحرب العالمية (سنة المركز) وقد قال الشاعر المحضار :
ذا الأرض محلها باطلي
اما عمير نعرفه انسان خير
جاور الجاويد ما عاش وحده
المشكلة ذاك لي هو جاور الحقبي وبن يحنون
الثقافة (تراثها والعادات ):
لوادي عمر تراث متميز ومتنوع عن بقية مديريات محافظة حضرموت ويبرز ذلك التنوع في مواسم الزيارات والاعراس(الحراوات) والرحلات (المنادر) وقد مارس السكان العديد من الرقصات التي شملت كل الطبقات المختلفة بالاضافة إلى جلسات الدان وقد تميز العديد من شعراء وادي عمر كابن سبيتي وباعمرو وجبران وحميدان وغيرهم وقد كانت هذه الامسيات جاذبة للعديد من الشعراء والراقصين من امثال عبدالله عمر سواد وحسين المحضار وسعيد حمود وسالم قريشن ومنهم من استوطن الديس من امثال سبيت بازهير وعيال طيور(عوض وسعيد بامطرف) وعبود ريحان وغيرهم وقد قال المحضار عنهم :
كلين يخذ له من الصفو شق
ونا خذت قصدي مع جاويد وادي عمر
وان شيء حصل في الزمن لي عبر
كل زلة له توبة وغفران

و قال أيضا:
قد كنت ناخذ من سبولك
ثنعشر قرص ما دون السلف
ايام يحضر بن سبيتي وسواد يتعنى من الغيل

نجم البلدة
التعريف
هو نظام نجمي ثلاثي في كوكبة الرامي قدرة الظاهري +2.89  و ساطع بما فيه الكفاية ليرى بسهولة بالعين المجردة. يقع هذا النجم على مسافة تقارب  510سنة ضوئية (160 فرسخ فلكي) من الأرض استنادا إلى قياسات التزيح. ولأنه قريب من مسار الشمس، يمكن في بعض الأحيان أن يحتجب نجم البلدة خلف القمر، ومن نادرا جدا أن يحتجب خلف كواكب النظام الشمسي وسيحدث الإحتجاب الكوكبي المقبل في 17 فبراير 20355، عندما يحتجب نجم البلدة خلف كوكب الزهرة .
طيف هذا النجم يطابق تصنيف نجمي 2F 
التصنيف
يصنف بانه ضياء عملاق ساطع استنفذ الهيدروجين في نواته ويتبع مسار تطور بعيدا عن نجوم النسق الأساسي مثل الشمس. لأن كتلته تقارب ستة أضعاف كتلة الشمس ووصل إلى هذه المرحلة خلال 67 مليون سنة فقط.
 ويشع الغلاف الخارجي طاقة في درجة حرارة فعالة تبلغ حوالي 6،590 كلفن، مما يعطية لون أصفر وأبيض لنجم من النوع F.
نجم البلدة لدية مرافقان يقع الأول في مسافة زاوية قدرها 0.1 دقيقة قوسية أو 13 وحدة فلكية على الأقل . المرافق الثاني يبعد 0.4 دقيقة قوسية نحو 400 وحدة فلكية أو أكثر. ولا تتوفر حاليا معلومات عن مدارات هذه النجوم.

التسمية
عند العرب البلدة في كوكبة القوس هي بقعة من السماء جرداء ليس فيها كواكب عند نجوم البيض والأدحي الموضع الخالي تحت القلادة وهو المنزل الحادي و العشرون من منازل القمر
 وتسمية البلدة (بالإنجليزية:Albaldah) هي التسمية التي أختارها فريق عمل الاتحاد الفلكي الدولي للأسماء النجوم والذي أنشأة الاتحاد الفلكي الدولي في مايو 2016 لفهرست وتوحيد الأسماء الخاصة للنجوم . للمجتمع الفلكي الدولي. . الأسماء الخاصة للنجوم هي أسماء النجوم المشتقة غالبا من العربية او اللاتينية. ولقد كان تعين هذا النجم نير البلدةNir al Beldat وهذة التسمية مذكورة في فهرس النجوم للفلكي محمد الاخصاصي الموقت وترجمت إلى اللاتينية
المدلول الفلكي والاثر الشعبي في حضرموت
عرف أجدادنا الحضارم قديماً الطقس بطريقة تقليدية، وعرفت بالتقويم الشبامي، ويعتمدون عليه لمعرفة موسم الزراعة ومعرفة واجواء البحر وتقلبات الجو، ويراقبون فيها حركة النجوم، وأطلقوا عليها الاسماء، ويقدر فترة كل نجم من 13 يوم إلى 15يوم، وعددها (28نجم) وقسمت بحسب فصول السنة وهي نجوم الشتاء من يناير إلى مارس(هنعة,ذراع , نثرة ’طرف , جبهة زبرة , صرفة ) , الصيف من ابريل إلى 1/يوليو(عواء, سماك ,غفر , زبان ,اكليل , قلب , الشول ) الخريف 2/يوليو إلى 31سبتمبر (نعائم , بلدة ,مرزم , سهيل ,باعريق ,سعد ,فرغ ) وأخيرا فصل الربيع من أول اكتوبر إلى نهاية ديسمبر (دلو ,حوت ,نطح , بطين , ثريا ,بركان, هقعة) .
تعريف البلدة من الجانب الفلكي وتعريف صفاتها:
نجم البلدة هو احد نجوم فصل الخريف الزراعي وهو المنزلة الثانية ، ويحل في اليوم الخامس عشر أو السادس عشر من شهر يوليو من كل عام، كما يصف شكلها الفلكي القزويني (فضاء في السماء لا كواكب به بين العائم وبين سعد الذابح، وليس فيه الا نجم واحد خامد يكاد لا يرى وهي ستة كواكب مستديرة صغار خفية تشبة القوس)..
موسم البلدة ونجم البلدة بحضرموت 
نجم البلدة، هكذا هي تسمية منازل القمر لدى أهل حضرموت، فالمنازل عبارة عن بقعة شاسعة من السماء مدى قطرها ثلاث عشرة درجة تقريبا ينزل فيها القمر في كل شهر ليلة واحدة وقد تكون نجمة أو ثلاثا أو أكثر. 
أما البلدة فهي المنزلة الوحيدة التي تخلو من النجوم وتقع بين برجى (القوس) و(الجدي) أو بين منزلتي النعايم والمرزم، وقد جاء في لسان العرب الجزء الثالث (ص 95): «البلدة من منازل القمر بين سعد الذابح والمرزم، وهي خلا إلا من كواكب صغار وقيل لا نجوم فيها البتة» وفي القاموس المحيط للفيروز أبادي قال: «هي رقعة من السماء لا كوكب بها بين النعائم وسعد الذابح ينزلها القمر» أما محمد بن هاشم بن طاهر في كتابه (الخريت) يقول الشاطري : «البلدة وهي جنوبية وهي فضاء بالسماء ليس به نجم إلا واحد خفي لا يكاد يرى بالعين المجردة. فهي بقعة خالية بين النعائم وسعد الذابح». 

مميزات نجم البلدة في حضرموت :
يتوافق حلول موسم البلدة مع إشتداد هبوب الرياح الشمالية وقوة إنبعاث التيار الغائض، وهذان العاملان؛ إشتداد ريح الكوس الشمال، وعنف سريان التيار الغائض، حيث يثيران حركة الموج وعظم كتلتها وحركتها العنيفة بدفع التيار الغائض (التيار الرأسي)الذي يدفع المياة إلى الاعماق الباردة مع العوالق إلى السطح، وتدفع بتلك الكتل المائية إلى شواطئ بحر العرب الجنوبية، وخصوصاً من منطقة بئر علي بشبوة إلى شرق مدن ساحل حضرموت)، فتشيع برودة البحر.. وهكذا تحدث برودة البحر بعد موجات حر شهر يونيو الشديدة، كما تصاحب   برودة البحر برودة في الجو.
الاثر الشعبي للبلدة في حضرموت
فقد إرتبطت الكثير من الطقوس والعادات الاجتماعية. فيستقبل اهالي الديس الشرقية قديماً ضيوفهم من المديريات الاخرى ويوفروا لهم السكن الملائم لقضاء فصلي الصيف والخريف في الديس الشرقية .
وقد أعتاد أهالي الديس الاستحمام والاغتسال ببحر شرمة ومقرة والقليل منهم يذهب إلى القرن ، حيث يقام هناك العديد من الرقصات الشعبية والالعاب الرياضية كالسباحة ولعب كرة القدم وبعض العاب الطفولة مثل القلة والتو والغميضة, وكذلك هواية اصطياد السمك
إنقرضت كثير من الفعاليات التي كانت تصاحب موسم نجم البلدة بسبب كثير من الظروف والمتغيرات.
كما تقام جلسات الطرب والدان وقد كتب المعلم حميدان العديد من القصائد عن شرمة من أشهرها :
مناظر تسلي خاطري
ونفح الشذي العاطري
إليها سري ما خشي الصعاب
سرى الليل معكم باسري إلى بحر شرمة الأنس طاب
الجمال السحري في اغتسال موسم البلدة
يدرك أبناء سواحل حضرموت أن البحر بموسم البلدة يتجلى في وجدانهم بمعان سحرية يعجزون في الوصف عن أسرارها واستجلاء جمالها، ولطالما استجاشت البلدة في نفوسهم عبق الماضي، وذكريات الطفولة البريئة التي ارتبطت دوما بالبحر، وقد ذكر الفلكي الجعيدي أن الإحساس الجميل الذي نجده في الجمع بين النقيضين من برد ودفء، وإذا استسلم الواحد منا لمداعبة أمواج البحر ينقلب البحر فجأة من بارد إلى دافئ يبعث في المستحم الشعور بالنشوة والانتعاش ويبدد عنه اثار النوم والكابة ويخلق طاقة عجيبة ، حتى أن الفرد منا ليتمنى أن لا يخرج من البحر من روعة الاستمتاع بالاغتسال، وإذا خرجنا تصطك اسناننا من البرد ثانية، ولعل مرد ذلك أن حرارة جسم الإنسان العادي هي 37 درجة وحرارة الماء 15 درجة والفارق بينهما 22 درجة يضطر فيها الجسم أثناء الاغتسال إلى تعويض الفاقد بإطلاق طاقة حرارية كامنة بداخل البدن الأمر الذي يجعلنا نظن أن الماء قد بدأ يدفأ، وإذا خرجنا من الماء تكون طاقة حرارة أبداننا أعلى من حرارة الهواء فنشعر حينها بالبرد، وربما هذا هو السر بموسم البلدة يجمع بين النقيضين في صورة يستلذ بها الإنسان. 
أهمية الاغتسال بالمياه الباردة :
يعتقد ابناء حضرموت أن الاغتسال في البحر البارد (يشفي من امراض سنة ).
الماء البارد يتميز بقدرته العلاجية في الشفاء من الام المفاصل والظهر والتقليل من ضغط الدم والقلب وغير ذلك إلا أن ذلك يحتاج لمزيدا من البحث لاثباته.
إشارات بسيطة ذكرها( الجعيدي )وردت حول أهمية الاغتسال بالماء البارد. 
أولا: ذكر الله عز وجل في شفاء سيدنا أيوب عليه السلام مما ابتلي به بقوله تعالى {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} (سورة ص/ 35) فرغم علمنا أن الشفاء كان بطريق المعجزة إلا أن ربطها بالمغتسل البارد يضفي معنى التأكيد على أهمية الاغتسال بالماء البارد. 
ثانيا: قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح (واغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد) رواه البخاري. فالخطايا والسيئات هي أمور معنوية ولكن طلب تطهيرها بأمور مادية كالماء البارد والثلج يشعر أن المعنى يراد به التطهير المعنوي والمادي مما يؤكد مكانة الماء البارد. 
ثالثا: دأبت شعوب الصين ومنذ القدم على الاغتسال في الماء البارد طيلة فصل الشتاء، ومعلوم عن الصينيين أنهم من أكثر شعوب العالم ثراء في موروثاتهم الشعبية والثقافية، فتجدهم يحطمون ألواح الجليد عن سطح البحيرة في ساعات الصباح الباكر، ثم يغتسلون فيه زرافات يقطعون فيه مسافة أربعين مترا من الطرف الأول للبحيرة إلى طرفها الاخر، واللافت للنظر أن أغلب المشاركين في هذا الاغتسال هم ممن قد تجاوزوا سن الستين أو أكثر وما زالوا يتمتعون بكامل حيويتهم ونشاطهم ويعزي الكثيرون منهم ذلك إلى الاغتسال في الماء البارد وكأنهم يؤكدون المثل الحضرمي القديم(غسلة البلدة ترجع العجوز ولده) أي وليدة في نشاطها وقوتها. 
البلدة بين الانشطة البحرية والزراعية والاجتماعية :
مفهوم عند كثيرا من الناس بان البلدة الاستحمام بماء البحر والتمتع ببرودة البحر فقط أي اقتصر على النشاط البحري واعتقد أن هذا الاعتقاد غير حقيقي فموسم البلدة ارتبط بالزراعة أكثر من البحر فالبحر يكون فيه شديد البرودة بسبب التيار البحرية الباردة التي تاتي بسبب ذوبان الثلوج في القطب الشمالي ولذلك تنتقل مع التيار المائي إلى مناطق مختلفة في المحيط الهندي وبحر العرب ولذلك يصل درجة حرارة الماء إلى 15درجة مئوية مع فارق كبير في درجة حرارة اليابسة التي تصل في بعض الاحيان إلى 40درجة مئوية أما الراي الراجح بان هناك تيار راسي ينزل إلى الاعماق يودي إلى شقلبة المياه(كما ذكرما سابقا) فيصعد الماء البارد من الاسفل إلى السطح فيخفض درجات الحرارة كما يؤدي إلى صعود العوالق البحرية إلى اعلى وفي هذا الموسم تزداد هواية صيد السمك حيث نقترب من السطح تبعا للعوالق وللدفء
نجم البلدة وارتباطه بالزراعة
أن اثار ومظاهر الفصول الاربعة لا تظهر مباشرة بمجرد دخول أول يوم في الفصل الجديد، مثلما أن الثلوج في أوروبا لا تسقط مباشرة فور دخول أول يوم من فصل الشتاء وإنما يتدرج الأمر في ذلك شيئا فشيئا حتى نشعر بعد مضي أكثر من أسبوع بأجواء الفصل الجديد، ففصل الخريف بحضرموت يبدأ كما هو معلوم من أول نجمة النعايم ولكن لا نشعر تماما بأجواء الخريف وبمظاهره واثاره إلا مع حلول نجمة البلدة التي يرتبط حلولها في أذهان الناس بالعديد من المواسم ونضوج التمر وتسويقه بالوادي والصحراء، وغرس فسائل النخيل، وتسويق الفواكة والحمضيات، وأما بالنسبة لمديرية الديس الشرقية يتم في البلدة إعداد المزارعين للمشاتل للموسم الشتوي (الحبس) حيث يتم زراعة الخضار التي تتحمل الشتل مثل الطماطم والباذنجان وغيرها .
كما يتم فيه تجديد العقود الزراعية بين الملاك والمتعهدين بطريقتين العمارة(أن يقوم المستاجر بالارض واشجار الفاكهة دون أن يدفع مقابل للمالك فله زراعة الارض وا نتاجها عدا اشجار الفاكهة وثمارها للمالك) والثانية اسمى بالعجيز(ان يدفع المستأجر للمالك مبلغ محدد من المال سنوي كايجار للارض ) تجدد هذه العقود سنويا في نجم البلدة .
وفي هذا الوقت(موسم البلدة) بالذات يكون فيه اكتملت فيه نضج ثمار النخيل وبدأت العمليات الحصاد للعديد من المحاصيل الوقت مثل الذرة والمسيبلي ولذلك يصحب ذلك موسم الصراب(الحصاد) ويصاحب ذلك اقامة العديد من الرقصات وخصوصا الحفة ولذلك سجلت العديد من المساجلات في موسم الحصاد أو الصراب ويحضر العديد من الشعراء ومن أشهرها صراب الحامي والحومة ومعيان حمد و نورد هنا مساجلة حدثت في ذلك الوقت :

سواد :
قامات من عند ربك للبنأدم
راحات بعد التعب
واليوم قدهم عساكر يتبعونه
وعالكتف نيشان
سواد :
خلاك راغب ومول المال راضي
في صرفتك ماحسب
راصنك في الحومرة
يسقوك يا الغصن من كل معيان
بن سبيتي :
ساقية سابرة والعتم سابر
متساويات القصب
ما هو سوى ياعزيز النفس شرب
وصاحبك ظميان
سواد :
بين الميازين حصلنا لحيقة
ولحقت معدن ذهب
ما حد حضرحاسد
معانا ولا يحضروا الشياطين

مواسم الزيارات والمنادر :
قي هذه الفترة يخرج الناس خارج المنطقة او في المدينة نفسها لاقامة زيارات وموالد الاضرحة او ما يسمى الاولياء وتنتقل الناس للزيارة والتسوق وكذلك للرقص كما تنصب المقاهي وطاولات اليانصيب وفي هذا الموسم يتم فيه حركة وترحال متنقلين من شبتوت لهبورك (زيارة بن شوع ) ثم حلفون ثم المقد ومعبر وغيرها واهم الرقصات التي تزاول هي الزوامل والعدة والشبواني والاناشيد الدينية وغيرها وفي الثمانينات بدلا عن الزيارات أقيمت المنادر والرحلات يتم فيها الخروج من مكان الاقامة إلى منطقة أخرى مثل مندر حي الثورة لحلفون ومندر حي الشهداء للمقد بالاضافة إلى حي الصيادين وقد سجلت هذه الزيارات العديد من الروائع الشعرية وخلقت نوع من الابداع و المنافسة بين الأحياء في الرقص وفي الشعر وغيرها .
وقد برز الشاعر والملحن سالم سعيد جبران في حي الثورة وله العديد من القوافي منها قوله :
السيل جاءكم يا اهل العليب
ذا حي ثورة ما بايهيب
وكذلك سالم محمد ابوراشد شاعر حي الشهداء ومن فصائدة ممتدحن أحد اعيان حي الشهداء :
مصرف الشيكات في ضيقة بريك
لصرفنا شيك زيد زين شيك




مساجلة قي زيارة المقد
بن سبيتي :
يا سارح اليوم من عاصمة
بلغ سلامي لأهل المقد
وعلى الحبائب وحلانها
قلهم يبشروا بالقدوم
بن سبيتي :
المهر عا حربها عازمة
وأيش يوقف المهر حل المهد
ما كسبها إلا ميادينها
صافنه في عربها تعوم
بن سبيتي :
يمين خرجت علي حاتمة
واياك ما بيننا شيء مسد
ما بز رجلي من أمكانها
إلا أن ترجلت لي باتقوم
بن سبيتي :
لا تأمن الصقر والحائمة
تتعمدك بالخطا بالعمد
بالجنح تخطف وسيقانها
وتعمد الجو عند النجوم







مساجلة في مندر
بن سبيتي :
حوى الهام فوق الجواهر ومن مد يده يهيب الحوية
عسى الله يساعدك عالهام ويقعن لك فائدة وضمار
بن سبيتي :
إذا سرحت ما رد خائب نضوي جمل خيرت الدوسرية
نشله على صاحبه قهر نخليه يفحس يمانه على ليسار
المحضار :
حسفت الدبل والميامر وخالفت بالفارسي والحظية
إذا نا مداري تلقي كذا ما جيت وطرحت عندك وار
المحضار :
من الشغل وقفت يدي وقل العمل بعد قولة محير
إذا با دكي عالسوارح لحقت العرب كل ناظر وله قانون
بن سبيتي :
من الجمع رديت وحدي وحترت نطعم الحلو قير
ولي ما معه قلب جاسر إذا هو فتى يرجع إلا كما المجنون
فرج باجعالة :
ونا ما بغيتك تلقي مرابيعلى ثعل وسط الشعوب الخلية
بنصلك لاجلة تعنيت والناس لقوا لك صايتة واخبار
علوي عبدالله :
تحب الزواحف وتروح بهن يوم بيوم بقيمة ونية
تعبر بهن اربع ايام نهارهن خمس تدعي على الجزار
عمر بومسلم :
ضيعت عقلي مع باجعالة مغفل ورجال هامي(3)
ما ينول في المراكب بغا إلا سواعي(4) حبلها كنبار(5)
باجعالة :
ولي ما تعنى برجله دحق للجبل ما يقولون رامي
والحكا والوصف ما با يضوي مظلك يا عمر للدار
نصيحة
ويجدر الاشارة هنا لهواة السباحة ومرتادي الاغتسال في البحر يأخذ الحذر والحيطة أثناء السباحة وعدم المجازفة بالعوم في الأعماق بعيدا عن السواحل خاصة من بعد الساعة التاسعة صباحا نظرا لاشتداد حركة الأمواج وارتفاع مستوى المد البحري في العاشرة صباحا، كما أن أفضل مكان من حيث الأمان لمزاولة رياضة السباحة البحر القبلية بمصيف شرمة .
ملحوظة
ذكر المؤرخ عبدالرحمن الملاحي في شرحه لمنظومة ملحمة بحار للشاعر سالم محمد باراشد بان الفلك يتدحرج كل 76سنة نجم ولذلك فأن ترتيب نجوم يحتاج إلى إعادة صياغة جديدة بحسب تغيرات الطقس ولذلك أن البحر يبرد في المرزم والنعائم محل البلدة .(هذا والله أعلم ) .


تحياتي
الدكتور:عبدالباسط الغرابي الخميس 2018/7/12