*الربيع الصامت*
للكاتبه الامريكيه راشيل كارسون نشر في عام 1962 في عهد الرئيس جون كنيدي لمناقشة مشاكل تلوث البيئة بالمبيدات Pesticides
بالحقائق والأرقام بلغة الرجل العادي Lay man وقد أثار ضجه كبيره في وقته وحاولت شركات المبيدات وقف نشره ولكن بدون جدوى.
الربيع الصامت *Silent Spring*هو اسم الكتاب وله دلاله مباشره على موضوعه إذ أن فصل الربيع هو الفصل الذى تتحرك فيه الحياة والبيئة بكل مكوناتها من طيور مغرده وعصافير مشقشقه ورفرفة الفراشات الملونه مع تفتح الأزهار والو رود والنسيم العليل النقي ولكن كل هذه الموسيقى البيئيه يمكن أن تصمت وتموت بانتشار المبيدات والسموم وتلوث البيئه والهواء *Silent Spring*.
*Rachel Carson*عالمة أحياء بحريه ولها عدة أ صدارات فى مجالها ولكن كتابها هذا آثار ضجه كبيره مما حدا بالرئيس كيندي لتكوين لجنه لدراسة ألموضوع وقد نال الكتاب شهره واسعه وجوائز عده على مستوى الولايات المتحده والعالم.
ركزت الكاتبه على المبيدات المستخدمه وتأثيرها على الإنسان والبيئة وقد بدأت بالمبيدات الأكثر انتشارا في ذلك الزمان مثل المبيدات المكلوره *Chlorinated Hydrocarbones*وأشهرها مبيد ال DDT ومن المجموعه أيضآ اللندين والالدرين والاندرين وهي معروفه في السودان وقد كانت تستخدم إلى ثمانينات القرن الماضى وبعضها يستخدم إلى الآن مثل Gamaxene الجَمكسين ويعرفه زارعو السمسم حيث يتم تعفير السمسم قبل الدراسة عند التجفيف بالمبيد ضد آفة الكعوك وقد ارجعت شحنات سمسم الصادر من ألمانيا لتلوثها بالمبيد.
أشهرها ال ددت واستخدمته منظمة الصحه العالميه ضد البعوض الناقل الملاريا وكان يعتقد بأنه اي ال ددت غيرضار بصحة الإنسان.
ال ددت اكتشفه الألماني بول مولر عام 1873 وحاز به على جائزة نوبل ولم يعرف أثره كمبيد الا عام 1939 وقد استخدم إبان الحرب العالميه الثانيه لتعفير الجنود والمساجين واللاجئين ضد آفة القمل ومن هنا جاء الاعتقاد الخاطئ بأنه غير سام وقد استخدمه الأمريكان لمكافحة البعوض برشه بالطائرات على المساكن والحقول وبرك المياه..
مبيد ال ددت وغيره من مبيدات المجموعة له خواص فى غاية الخطوره وهي بمجرد دخوله الجسم عن طريق الجلد أو الفم يتم تخزينه في الدهون داخل جسم الحيوان بكميات متراكمة بطول مدة التعرض للمبيد وتعمل الدهون ك Biological magnifier وتتضخم جرعة المبيد فمثلاً إذا بدأ التلوث ب 2 جزء في المليون PPM تتضاعف داخل الدهون إلى 7_15 جزء في المليون وهكذا وينتقل المبيد عبر السلسله الغذائيه بذات الزياده أثناء تلوث الأسماك الصغيره فتزداد النسبه في الأسماك الكبيره التي تتغذى على الصغيره الملوثه وتضاعف في نهاية السلسله الغذائية في الإنسان المتغذي عليها وهكذا...
واحد جزء في المليون يعتبر كميات ضئيله بالحسابات العاديه ولكنها عندما تصبح 10_15 جزء في المليون وهذه الكميات تسبب مشاكل في القلب والكلى والعضلات والكبد ومن الأمثل التي أوردتها الكاتبة نبات Alfalfa أو البرسيم الحجازي تم تجهيز عليقه ملوثه بالمبيد للدجاج وكانت نسبة تلوث بيض الدجاج تقرب من 7-15 جزء من المليون.. ذات البرسيم تم تجهيز عليقه منه للأبقار ووجد التلوث في اللبن بنسبة 3ppm ولكن ارتفعت النسبه في زبدة اللبن الي65ppm أي تضاعفت في الدهون بنسبه كبيره..
في السودان كنا نستخدم الالدرين والداي الدارين والجمكسين والأخير لازال يباع في الأسواق..
المبيدات المكلوره لها خاصية البقاء لفترات طويله في الأسطح المعامله وينتقل في الإنسان عبر لبن الأم إلى الرضيع بل وينتقل من آلام عبر المشيمه إلى الجنين داخل بطنها ويولد وهو يحمل نسبة من المبيد..
يتم تخزين ومضاعفة الجرعه داخل الجسم حيث تبقى هناك حتى يبدأ الجسم في استهلاك الدهون بفعل الضغوط الغذائيه وتقدم العمر لتنطلق هذه السموم مسببه أضرار جمه للاعصاب والعضلات والقلب والكبد وقد تسبب الوفاة في نهاية المطاف...
المجموعه الثانيه من المبيدات وهي الفسفوريه العضويه Organophosphorus وهي أكثر سميه من المجموعه السابقه وقد كان البراثيونParathion يرش إلى وقت قريب في السودان قبل أن يتم إيقافه عالميا وباستخدام الرش الجوي لهذه المجموعة ضد آفات القطن في الجزيره كنا نلاحظ نفوق الأسماك والضفادع في الترع وحتى الطيور والزواحف مثل الورل منها كذلك مبيد الملاثيونMalathion وهو لايزال يستخدم في السودان في مجال صحة البيئه ويعتبر قليل السميه إذ يستطيع الكبد إزالة سميته detoxification..
المبيدات الفسفوريه لها طريقة عمل mode of action تختلف عن المجموعه السابقه بأنها سموم عصبيه Nerve posion..
عندما تنتقل الاشاره العصبيه في جسم الإنسان تنتقل في صورة نبضات كهربائية عبر الخلايا العصبيه ولكن الخلايا العصبيه غير متصله ببعضها البعض إذ يوجد فراغ synapses وتنتقل الاشاره هنا بموصل كيميائي chemical transmitter وهو مادة Acetylecholine وهي تعمل كجسر لنقل الإشارة من خليه عصبيه لأخرى وتنتهي مهمتها بعد نقل الاشاره مباشرة ويعمل الجسم على التخلص منها بتفكيكها بواسطة انزيم cholinestrase كولين استريز وهكذا يتم الأمر داخل جسم الكائن الحي ولكن المبيدات الفسفوريه تعمل على تثبيط عمل الانزيم المحلل كولين استريز فتنتقل الاشاره العصبيه بدون توقف لتراكم الاستايل كولين مما يسبب خللا عصبيا ويسود الاضطراب جميع أجزاء الجسم ويؤدى للوفاة..
الكاتبه تناولت مجموعات أخرى من مبيدات الحشائش التي يعتقد خطأ أن سميتها ضعيفه مثل مجموعة Dinitro ومنها المبيد المشهور في السودان Stomp..
وتناولت كذلك المبيدات الجهازيه Systemic pesticides التى ترش بها المحاصيل ويسري مفعولها داخل النبات ويستهدف الحشرات الثاقبه الخاصه كالعسله والذبابه البيضاء.
مبيد التمك Temik من المبيدات المشهوره في السودان واستخدم ضد الذ بابه البيضاء والعسله في القطن وهو في صورة حبيبات سوداء اللون توضع في بطن سراب القطن وبعد ذوبانها بمياه الري يلتقطها النبات مع الماء وتعمل على تسميم كل النبات ضد الآفات ألمذكوره والتي تموت بعد التغذيه عليه مباشرةً وهو عالي السميه ضد الثديات وكنا ننصح ألمزارعين بعدم التلوث بمياه الري لأنه يدخل عبر الجروح ويسبب التسمم وهو من مجموعة الكاربامات Carbamate وله نفس طريقة تسمم المبيدات الفسفوريه وقد تسرب مبيد التمك من مخازن مشروع آلجزيره إلى جنائن الخضروات وكان لا يسمح باستخدامه الا في القطن وقد توقف استعماله الان بالسودان لسميته العاليه..
كتاب *Silent Springمن الكتب القديمه منذ عام ١٩٦٢ وأثار ضجة في وقتها وهو جدير بالقراءة حتى الآن وهو موجود على النت ويكفي أن تكتب اسمه حتى تحصل عليه كاملاً....