*المريمرة*
وتسمى ايضا بالنيم( Neem)
اسمها العلمي :_Azadirachta in_ _dica_ ) وهي شجرة يطلق عليها في الهند اسم (صيدلية القرية) فهي شجرة معروفة هناك منذ فترة طويلة جدًا. تنتمي هذه الشجرة إلى فصيلة الزنزلختية (Meliaceae) التي تتميز بقدرتها على تنقية التربة من الأملاح.و هي شجرة معمرة يصل عمرها إلى مائة وثمانين عاماً، وقد يمتد عمرها في الغابة إلى المائتين سنة.
اما في حضرموت يطلق عليها شجرة دواء المطاحن (الاسنان)
موطن الشجرة الموطن الأصلي لها مناطق الغابات والأخشاب في الهند وسيرلانكا وأول مكان وجدت فيه أشجار النِّيم هو شمال الهند، وخاصة منطقة تعرف باسم كازناتاكا. وتنتشر شجرة النِّيم كذلك في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية مثل إندونيسيا والسودان. وأدخلها المستوطنون الهنود إلى إفريقيا في أواخر القرن 19، ولقد ذكر عالم النبات الألماني د."شموترر" في كتابه عن نبات النِّيم أن هذه الأشجار تُزرع في السودان منذ عام 1921؛ حيث تنتشر حول مجري نهر النيل الأزرق والنيل الأبيض. وفي الفترة الأخيرة تمت زراعة ما يقرب من 4000 شجرة نيم في مصر، وخاصة في منطقة الدلتا.وتنمو بنجاح في المناطق الحارة وتنتشر زراعته في شمال السودان ووسطه وقد نجحت زراعته في جنوب الحجاز وأدخل إلى منطقة مكة المكرمة ونجحت زراعته في جبل الرحمة ومنطقة عرفات وفي منطقة جازان.
كما تنتشر زراعة النيم في اليمن وخصوصا في حضرموت إلا ان زراعتها تستخدم كمصدات ريح واشجار للظل والزينة.
النيم شجرة سريعة النمو كثيفة الظل دائمة الاخضرار تنمو بكثافة، وتمثل في الغابة مظهراً رئيسياً للخضرة، أما ارتفاعها فيصل إلى 16 متراً وأحياناً يبلغ 25 متراً، ويصل قطر مجموعها الخضرى إلى عشرة أمتار. وهي من الأشجار الخشبية التي تتميز بكبر حجم جذرها حيث تمتد جذورها إلى مساحات كبيرة بشكل عرضي وليس في العمق، ولذلك عند زراعة أشجار النيم يجب ترك مسافات بين كل شجرة وشجرة لا تقل عن 3 أمتار على الأقل. وتمتاز الشجرة بجذع قاس صلب، بنى داكن، يتراوح قطره ما بين 75 و 150 سنتيمتراً وهي ذات قشرة بنية متشققة، تتجمع الأوراق عند نهايات الأغصان، يصل طول الورقة إلى ثلاثين سنتمتراً. أوراقها مركبة من عدد من الوريقات المتقابلة يصل إلى سبع عشرة وريقة. النورة جانبية عديدة الأزهار يصل طولها إلى عشرين سنتميتراً، والزهرة بيضاء، عطرية، أما الثمرة متطاولة يصل طولها إلى سنتميتر واحد وهي خضراء تتحول إلى اللون الأصفر عند نضجها، ذات بذرة واحدة ولب حلو يؤكل.
*مكافحة الآفات المختلفة*
تكمن في قدرتها على منع مختلف أنواع الحشرات، وعلى وجه الخصوص البعوض والذباب من الدخول إلى المنزل.
تأثير شجرة النِّيم الطارد للحشرات، وخاصة البعوض والمن، يأتي من قيام هذه الحشرات بامتصاص عصارة أوراق النيم أو أزهاره التي تسبب العقم لذكور البعوض، كما وجد لها تأثير طارد للذباب ،كما أن زهرته تبعث بروائح لا يشعر بها البشر وتكون منفرة للحشرات.
وتحتوي شجرة النِّيم على مادة فعالة، هي مادة azadizachtin وهي توجد في جميع أجزاء الشجرة ولكن بنسب مختلفة، وتكون أكثر تركيزًا في البذور والثمار.
أوراق الشجرة تحتوي على مواد فعالة مركزة في الأوراق هي triterpenoids، وهي ذات تأثير سام على الحشرات وفي مكافحة الآفات الزراعية فهي لها تأثير طارد للحشرات ومانع للتغذية، حيث لا تستطيع الحشرات أن تأكل أوراق النِّيم أو الأوراق المرشوشة بمستخلص النِّيم، كما أنها مانعة للانسلاخ وتطور الحشرة، فهي تؤثر على هرمون معين في دم الحشرات هو هرمون "الشباب"، وتحدث تشوهات في الأطوار المختلفة للحشرات.
مستخلص النِّيم له تأثير على إنتاجية الجيل الثاني، فتنخفض كمية البيض ونسبة الخصوبة به، ومن هذه الحشرات دودة القطن والمَنّ والذبابة البيضاء صانعة الأنفاق.
يمكن استخدامها لمكافحة الآفات كالسوس والجراد والخنافس والديدان التي تصيب المحاصيل الزراعية بفعل المواد الفعالة في الشجرة، فتبتعد الآفات عن النبات نتيجة عدم استساغتها، وكذلك تبتعد الطيور بسبب المرارة التي توفرها هذه المواد.
تقوم شجرة النيم أيضا بالتأثير على النظام الهرموني للآفات، فتحبط عملية نموها وبالتالي لن تتمكن من إكمال دورتها، فتموت في مرحلة مبكرة، ويتم التخلص منها دون إلحاق أي ضرر في المحصول.
تستعمل أوراق النيم وثماره في وقاية مخزون محاصيل الأرز والقمح والشعير والذرة لفترة تصل إلى عام كامل.
يعتبر زيت النيم فعالاً ضد الحشرات بالعديد من الطرق، فيبدو أنه شديد المرارة لدرجة أن الحشرات لا تقترب منه وإذا أكلته فإن النتيجة هو موتها المؤكد، وعلى الرغم من أن النيم غير مؤذٍ للبشر إلا أنه يسبب خللاً في هرمونات الحشرات خاصة هرمونات النموJuvenile hormones مما ينتج عنه توقف عملية انسلاخ اليرقات أو الحوريات وإيقاف النمو وموت الحشرة في النهاية.
اتضح أن النيم فعال ضد أكثر من 200 نوع من الحشرات ولا يحتاج إلى معدات متطورة لاستخلاص مركّباته أو فصلها عند استخدامه في المكافحة.
اتضح أن خلاصة النيم التي تم اختبارها في معهد الملاريا في الهند تطرد البعوض الناقل للملاريا لمدة 12 ساعة، ولا يحمي النيم من البعوض فحسب بل أيضًا من الحشرات اللاسعة مثل البرغوث والبق، ومن التجارب الناجحة لمكافحة البعوض بواسطة النيم، التجربة التي قام بها عدد من الباحثين في حقول الأُرز في الهند، حيث قاموا بقطع بعض أغصان النيم وإلقائها في المستنقعات التي يزرع فيها الأُرز، وكانت النتائج مدهشة، فقد أدى ذلك إلى إبادة يرقات البعوض، وخفض نسبة الإصابة بمرض الملاريا بين المزارعين، والأكثر دهشة هو زيادة المحصول في ذلك الوقت، حيث اتضح أن النيم أدى إلى قتل الطفيليات النباتية، وزاد من خصوبة التربة.
*منظف للأسنان*
أثبتت الدراسات استعمال النيم كمنظف جيد للأسنان.
يمكن الاستفادة من عروق أوراق شجرة النيم واستخدامها كسواك لتنظيف الأسنان.
عثر المحللون بالأغصان على مواد مضادة للبكتيريا والعفونة حيث يوجد بالأغصان مادة النيمبيدين التي تظهر تأثيرات قوية مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات وهى مادة مسكنة أيضاً.
فرشاة النيم الطبيعية هي مطهر جيد للفم واللثة والأسنان، ومثلما هي معطر جيد للأفواه. ولأجل ذلك فقد عمدت بعض الشركات الدوائية مؤخراً إلى استخلاص المواد الفعالة من أغصان النيم ومن الأوراق بغية إضافتها إلى معجون طبى جديد للأسنان يفيد في علاج اللثات الملتهبة ويحفظ صحة الأفواه.
*الاستعمالات الدوائية*
تستعمل قشرة سيقان نبات النيم كمادة مرة مقوية ومقبضة وخافضة للحرارة وتخفض العطش وضد الدوخة والقيء، وخارجياً تستعمل لعلاج الأكزيما والآفات الجلدية.
الصمغ الذي تفرزه القشور فيستعمل كمهدئ.
الأوراق والبذور ولب البذور فتستعمل بشكل عام في الأمراض الجلدية.
الثمار مسهلة وملطفة وجيدة ضد الديدان المعوية ومشاكل الجهاز البولي.
يستعمل نخاع الخشب الداخلي لتخفيض هجمات الربو ومقيئة ومسهلة أيضاً.
يستعمل قشور جذر النبات كطاردة للديدان.
الزيت فيستعمل خارجياً ضد التشنج وآلام الأعصاب.
يستخدم مقو للشعر وتستخدم الأوراق ضد مرض السكري وضد الحمى وقرحة الاثني عشر.
ثبت استعماله لعلاج الجرب.
توجد بعض العناصر في لحاء النيم تعمل مضادة للسرطان بالإضافة إلى علاج بعض الأمراض الالتهابية الأخرى.
*اهمية اوراقها العلاجية* :
الواقع أن أحداً من باحثى العقاقير ، لم يكن يتصور مطلقاً أن شجرة النيم لديها قدرات على تخفيف آلام البشر إلى هذا الحد : إذ لا يعفى من الشجرة شئ لا يستخدم فى التداوى والتطيب ، فالأوراق والبذور والأزهار والقلف وعصارة النبات والأغصان ، كلً له إلى أوجاع وآلام البشر طريق . ولنأخذ أوراق النبات المركبة ذات الحزوز مثالاً ، فهى تبدو خصبة العطاء بما تنطوى عليه من مركبات فعالة بيولوجياً ، وهى تقدم مثالاً ساطعاً للدقة البالغة التى يحرزها كثير من المعالجين التقليدين. فعشابو الهند ، لقرون طويلة ظلوا يستخدمون عصير الأوراق يدهكون به جلود المرضى الذين لديهم علة جلدية هنا أو هناك بتقدير إمكانية عينات من الأوراق على كبح الاضطرابات والأمراض الجلدية ، قد وجد الباحثون أن المعالجين القدامى كانوا على حق . فأوراق النيم وكذا عصير الأوراق والخلاصات المائية للورق أظهرت فعالية مضادة للقرصات الجلدية ولأعراض الإكزيما البادية.
ومن الأوراق تمكن الباحثون من تجهيز مراهم تستعمل خارجيا لعلاج التقرحات والبثور الجلدية والدمامل والاكزيما والجروح . كذلك فإن فريقاً من الباحثين عرف من قدامى العشابين أن شراباً معداً من عصير أوراق النيم ، أو المستخلص الناتج عن نقع الأوراق طويلاً فى الماء يفيد أيما فائدة فى تخفيف آلام المعدة وشتى الاضطرابات المعدية المعوية . وبعد ذلك استخلص الباحثون من الأوراق الشراب مركباً مستحدثاً قادراً على تطهير الأمعاء من الديدان المعوية والطفيليات ، كما يخفف آلام المعدة ، وعرف الباحثون أن السكان درجوا على استعمال خلاصة ومنقوع الأوراق كشراب لعلاج الحمى والملاريا . ونجحوا أيضاً فى استخلاص مادة النيمبيدول من الأوراق وثبت لديهم أنها تعمل كمضاد جيد للحميات كما تمكن الباحثون من استخلاص مركبات أخرى يمكن استخدامها كمسهل فى صورة محلول لعلاج الإمساك . وفضلاً عن المركبات الفعالة التى عرفت قيمتها الدوائية فقد اتضح من التحاليل احتواء الأوراق على قدر حسن من فايتمو الكاروتينويدات وهى مجموعة كبيرة من مركبات الصبغات النباتية الذائبة بالدهون.
إن القيمة الحقيقية للكاروتينويدات لا تعود فحسب إلى كونها مصادر مهمة لفتيامين ( أ ) بالأبدان بل كذلك إلى صفاتها المضادة للأكسدة ، حيث تثبط نشاط الشقوق الحرة التى تتولد عن عمليات الأكسدة الخلوية . وهذا مما يساعد على الحماية من عدد كبير من أنواع الأورام وثمة أدلة تشير إلى تأثيرات مفيدة لهذه المركبات فى تعزيز دور الجهاز المناعى . ومن الطريف حقاً أن نعرف أن الناس فى الغابة المدارية ظلوا لقرون طويلة يحتسون شاى أوراق النيم كمقو عام من شأنه توطيد صحة الأبدان .
*فراشة الأسنان من الأغصان(المساويك)* :
تملكت العلماء الدهشة حين لاحظوا أن السكان الأصليين القاطنين بمناطق تزخر بأشجار النيم لا يصابون بتورم اللثة أو بتسويس الأسنان ، بل لا يعرفون شيئاً عن تلك الأمراض . وقد دلت أبحاثهم على أن ذلك يعود إلى تنظيف أسنانهم بفرشاة طبيعية من الأغصان الصغيرة لشجرة النيم .ثمة أكثر من خمسمائة مليون هندى يستخدمون الآن قطعاً من الأغصان كفرش للأسنان . وقد لا يبدو ذلك أمراً غريباً ، إذا تأملنا فى طبيعة الألياف المكونة للأغصان فهى على درجة من القوة الميكانيكية تكفى للتخلص من بقايا الطعام الكامنة بين الأسنان ، كما تزيل عن سطوحها اللطع الجرثومية الغادرة . وفوق ذلك فقد عثر المحللون بالأغصان على مواد مضادة للبكتيريا والعفونة ، وإننا لنعرف بالفعل أن بالأغصان مادة النيمبيدين التى تظهر تأثيرات قوية مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات وهى مادة مسكنة أيضاً .إن فرشاة النيم الطبيعية هى مطهر جيد للفم واللثة والأسنان ، ومثلما هى معطر جيد للأفواه . ولأجل ذلك فقد عمدت بعض الشركات الدوائية مؤخراً إلى استخلاص المواد الفعالة من أغصان النيم ومن الأوراق بغية إضافتها إلى معجون طبى جديد للأسنان يفيد فى علاج اللثات الملتهبة ويحفظ صحة الأفواه .
*عقاقير من بذورها* :
لا تبدأ شجرة النيم تجود بمحصول بذرى قبل 4-5 أعوام من بداية عمرها المديد . وهى تنتج سنوياً ما يربو على خمسين كيلو جراماً من بذور رفيعة القدر . فمن البذور يستخرج زيت يمتاز بطعم لاذع ورائحى نفاذة كرائحة الثوم والزيت محتواه من فيتامين (هـ) المضاد للأكسدة ومن الأحماض الدهنية لاسيما الأولييك والاستياريك ، والبالمتيك ، عظيم . وأخطر من هذا ما يحتويه من مركبات فعالة تعطى للزيت خواصة الطبية الشافية . فهو إذ يوضع على جلد الإنسان يعمل على ترطيبه ، كما يجنب المرء شر الإصابة بضربات الشمس . وقد عثر بالزيت على مركبات تظهر تأثيرات قوية مضادة للعدوى الميكروبية وللفطريات التى تتكاثر على الجلد . ولأجل ذلك وجدنا الباحثين الألمان يستخدمون الزيت فى صناعة نوع من الصابون الطبى لوقاية البشرة من العدوى الميكروبية . كذلك أنتجوا من الزيت مستحضرات تفيد فى الوقاية و العلاج من قشرة الرأس ، وفى تقوية الشعر وتطهيره من القمل وأضرابه من الطفيليات الرمية . ولكن الطريف هو ما ظهر للزيت من خواص مطهرة للفم حتى أن بعض الشركات اتخذته أساساً لصناعة صنف خاص من اللبان الطبى . ونضيف بأن اختبارات تجرى الآن لبعض مركبات الزيت الفعالة ، كى تستعمل فى علاج أمراض الروماتيزم . ومن جديد أبحاث النيم ، أن فريقاً من باحثين هنود وألمان نجح مؤخراً فى استخلاص مواد فعالة من البذور ، تضاد الفيروسات وتعرقل وظيفة فيروس نقص المناعة للإنسان (HIV) والذى يسبب مرض الإيدز .
*اهمية القلف* :
قلف النيم Neem bark هو قشر الشجرة الذى يتيسر نزعه عنها . وهذا ينطوى على المواد الفعالة نفسها التى توجد بأوراق الشجرة . على أن أكثر ما يلفت الانتباه فى أمر القلف ما عرف عنه فى الطب الشعبى الهندى من قدرة على مكافحة حمى الملاريا . ذلكم المرض المرعب الذى كان ومازال يحصد الملايين منذ فجر التاريخ ، وينتقل من المريض إلى السليم بواسطة أنثى البعوضة الأنوفليس . وقد اعتاد المعالجون التقليديون على علاجه باستعمال شراب طبيعى قوامه منقوع قلف النيم فى الماء ، وأصابوا نجاحاً كبيراً وأنقذوا الكثيرين من موت محقق . وكذلك يفعل المعالجون فى الساحل الغربى للقارة الأفريقية ، حيث تنتشر البعوضة الضارية كوباء . وهكذا فمن النادر أن ترى شجرة نيم واحدة سليمة قرب بيوت القاطنين ليست مقشورة القلف . وثمة عامل مثير آخر فى خط إنتاج الأدوية وهو مركب قوى مضاد للحيوانات المنوية يسمى " نيمبينات الصوديوم " . لقد أثبتت التجارب التى أجريت على الفئران المعملية أن خلاصة أعدت من قلف النيم ، تسبب عمقاً للفئران ، مما حفز على التفكير فى ابتكار أدوية جديدة لمنع الحمل من هذه الخلاصات الفريدة ويوجد بالقلف مركبات أظهرت تأثيرات حادة مضادة للأورام ، فضلاً عن مواد أخرى فعالة قلويديةAlkaloids ، ومركبات منعشة ومنشطات لجهاز المناعة أيضاً .
التأثيرات الحيوية لبعض المركبات الفعالة فى شجرة النيم
المركب الفعال
التأثير الحيوى
نيمبينات الصوديوم
مضاد لآلام المفاصل والالتهابات ،مثبط وقاتل للمنويات ، محفز على إدرار البول
نيمبيدين
مسكن ومخفف للآلام ، مضاد للنمو الفطرى ، مضاد للنمو البكتيرى
نيمبيدول
مضاد لأعراض الحميات ، مضاد لبكتيريا السل Mycobacterium
نيمبين
مخفف للآلام والالتهابات ، مضاد لنمو الفطريات
جدونين
معالج فعال لداء الملاريا ، مضاد للنمو الفطرى
كويسيريتين
مضاد وقاتل للطفيليات أحادية الخلية
*عقاقير المريمرة* :
خلق الله الإنسان وخلق معه الداء والدواء . فمن الأزل ، تكشفت للإنسان الطبيعة عن نباتات شافية وأعشاب ، فأقبل عليها يجد فى بذورها وأوراقها وأزهارها وجذورها وقلفها وثمارها أدوية لمختلف الأمراض والأدواء .
ومضى الإنسان رويداً رويداً خطوات فى عالم الكيمياء فتكشفت النباتات التى كان يتداوى بأعضائها مباشرة عن جواهرها الفعالة المختبئة فيها ، فأخذ فى تنقيتها وتحسين طرق استخلاصها واستغلالها فى القضاء على مسببات الأمراض . على أن التقدم الهائل فى علوم الكيمياء التخليقية وتضافر عدد من القوى الصناعية العالمية الاحتكارية أدى إلى أن تفقد النباتات معظم جاذبيتها منذ منتصف القرن العشرين - كمصادر أساسية للعقاقير فى الصناعة الدوائية . على أننا لاحظنا منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين - أن البندول بدأ فى التأرجح عائداً تجاه تجبيذ أن النباتات المستخدمة فى الطب الشعبى يمكن أن تكون مصدراً مهماً لناجح الدواء ، ولأكاسير الصحة والشفاء . فالأدوية الكيميائية التخليقية لا تفى دوماً بحاجة الإنسان ، كما أنها باهظة التكلفة وفوق ذلك فما من دواء مخلق إلا واستحضر معه تأثيرات جانبية مقلقة لا ينكرها الباحثون ويضج من وطأتها العليلون . وهكذا وجدنا العلماء يشمرون عن سواعدهم قاصدين الغابات والبرارى والصحراوات باحثين فى عجائب عالم النبات عما ينطوى عليه من قوى خارقة وبلاسم للشفاء . وإنهم بعد خبرة السنين يؤكدون اليوم على أن الخير كل الخير فى المزاوجة بين علوم الكيمياء الرصينة وخبرة المعالجين التقليديين بالنباتات . إن من شأن هذه المزاوجة أن تقدم للناس عقاقير أفضل وأنجح وأرخص مما لو اقتصر الأمر على العقاقير الكيميائية التخليقية . وفى رحلتنا مع عقاقير شجرة النيم خير برهان ودليل فالباحثون وجدوا بالفعل أن المركبات المستمدة من الشجرة لا تستصحب معها غالباً أية آثار جانبية مؤذية للإنسان . ولأجل ذلك وجدنا الكثيرين من باحثى العقاقير فى العالم الغربى يكرسون جهودهم لحماية شجرة النيم وإكثارها عبر تشجيع الاستمرار فى استعمالها بطريقة حكيمة " مستدامة "Sustainable ، أى دون استنزافها وعلى نحو يضمن بقاءها على الدوام . وفى الوقت نفسه وجدناهم يدعون إلى الإفادة بصورة أمثل من مركباتها الفعالة الدوائية باستخلاصها وجعلها على هيئة كبسولات أو بإضافتها إلى أدوية كيميائية مخلقة كمحسنات دوائية أو سوى ذلك من تقنيات .
*فوائدها الصحية* :
ندهش حين يحدثنا باحثو العقاقير عن أشجار النيم بوصفها مصانع نموذجية لإنتاج العقاقير الشافية لأوجاع الإنسان . كما ندهش حين يحدثنا باحثو وقاية النبات عن مبيدات النيم الحيوية وقدرتها الذكية فى مكافحة الآفات الزراعية . ولكن شجرة النيم ليست هذا ولاذاك فحسب ، بل هى قبل كل شئ رئة من رئات الحياة على سطح الأرض . إن قدرة هذه الشجرة كمرشح حيوى للغازات الضارة الملوثة للهواء ، شئ خيالى حقاً . فهذا " الفلتر " الطبيعى لدية كفاءة عالية على امتصاص ملوثات غازية عدة لا سيما أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الرصاص . و ينتج أول أكسيد الكربون عن ماكينات احتراق المركبات والتدفئة المنزلية والتدخين ويكثر بشكل خاص فى المدن المزدحمة بالمواصلات . وهو بحد ذاته خطر كبير ، بحسبانه لا يرى ، ولا تشم له رائحة . وتتنوع مصادر أكاسيد الرصاص فى الهواء وهى التى تتسرب رويداً رويداً إلى أبدان الأحياء . وإذا فحصنا أكاسيد النيتروجين فسوف نجد أن أول أكسيد النيتروجين وثانى الأكسيد ، هما أهم الأنواع . وتتركز مصادرها فيما تقذفه بالعوادم وسائل المواصلات . ويمكن لأول أكسيد النيتروجين التحول فى وجود الضوء إلى ثانى أكسيد النيتروجين ويمكن لهذا الغاز الاتحاد مع بخار الماء الموجود بالهواء ، مكوناً حامض النيتريك الذى يعمل على تآكل النباتات ، ويؤثر فى المزروعات . ويالها من تأثيرات مدمرة . ولكن لحسن الحظ فقد اكتشف البيئيون أن بوسع كل شجرة نيم مزروعة على أرصفة الشوارع فى المدن التى تعانى من أزمة تلوث الجو والهواء ، امتصاص تلكم الغازات جميعها ، من مسافة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أمتار . واكتشفوا أن حزاماً من الأشجار بعرض 30 متراً ، يستطيع خفض تركيز غاز أول أكسيد الكربون ، بنسبة تصل إلى 60% ، كما يمكن لكيلو متر مربع من الأشجار أن تمتص يومياً قدراً من الغازات ، يصل إلى 120 كيلو جراماً . وينبغى ألا ننسى دور الأشجار فى تنقية الهواء من الجزيئات العالقة والغبار ، فالأشجار الكثيفة فى الغابة تستطيع خفض عدد الجزيئات العالقة بمعدل يتراوح ما بين 100 ، 1000 مرة ، كما تحتجز كميات من الجزيئات العالقة تتراوح ما بين 40 ، 80% من كميتها الموجودة بالهواء . ولأجل أن تصنع الأشجار متراً واحداً من مادتها الخشبية الجافة ، فإنها تمتص من الهواء 1.83 طن ، من غاز ثانى أكسيد الكربون
وتطلق بدلاً منه 0.23 طن من غاز الأكسجين . وتنطوى الأشجار على إمكانيات مذهلة بالنسبة إلى تلطيف الجو وإبطاء وتيرة ارتفاع درجة الحرارة . وفى هذا السياق يكفى أن نعلم أن خطة قومية لتشجير 20% من صحارى مصر ، تكفل إعادة الاتزان الحرارى بشكل ملموس لكوكبنا الأرضى . فهذه مزايا بيئية عظيمة ولئن كان فى الطبيعة أنواع كثيرة من الأشجار تستطيع تحقيق بعضها بصورة جيدة ، فإن أشجار النيم فى مقدورها أن تحقق كافة المزايا البيئة . وبطريقة أكمل وأفضل .
*انتشارها عالميا* :
إذا كانت شجرة النيم موطنها الاصلي الهند إلا انها الآن لها انتشارا عالميا فهى تزرع في اكثر 65 دولة ولا سيما فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية . ومن أبرز الدول التى تعنى بزراعتها فى مساحات شاسعة لأغراض تجارية : مالى والنيجر وكينيا ونيجيريا والمكسيك والسنغال وجنوب أفريقيا والدومينكان ونيكاراجوا والأرجنتين وبورما وسيريلانكا وباكستان والبرازيل واستراليا . وفى عالمنا العربى استزرعت مساحات كبيرة نسبياً بشجرة النيم ، فى كل من السودان واليمن ومساحات أقل فى بلدان الخليج العربى وفى المملكة العربية السعودية .
وإن الزائر للمشاعر المقدسة فى منى والمزدلفة وعرفات ، ليشاهد أشجار النيم وقد أينعت بخضرتها الدائمة فضلاً عن دورها فى تطهير الأجواء من الحشرات وإبعاد الكثير من أنواع القوارض والزواحف والهوام . ولابد أن نذكر أن رجالات الزراعة فى مصر تمكنوا منذ ما ينوف على أربعين عاماً من استجلاب بذور وشتلات النيم من السودان ، ونجحوا فى استزراعها وإكثارها فى حديقة النباتات الاستوائية بأسوان وطوال هذه السنوات تراكمت لدى باحثينا الكثير من الملاحظات والمعارف القيمة عن أوفق ظروف الاستزراع ، وأفضل طرق الإكثار والمناخ المناسب .
تزرع في الأرض المستديمة . وهى تكون على أوفق حال حين تزرع فى الجهة القبلية أو الشرقية ، حيث تفيد الشجرة أيما فائدة من أشعة الشمس الدافئة ، كما تتوقى من الرياح الباردة العاصفة . و تبدأ فى التزهير حين تبلغ من سنوات عمرها خمساً . وهى تعطى فى الربيع زهراً بلون بنفسجى ورائحة كرائحة الشهد المصفى ، ثم تعقد ثمراً أخضر مدوراً بقدر حب الحمص ، فى عناقيد متفرقة ، فإذا اقترب الشتاء تغير لونه وصار عاجياً ، ثم ييبس واسود لونه . وطعم الثمر الأخضر مر حمضى نوعاً ، فإذا أينع حلا اللب ما بين القشرة وبذور الثمرة . والشجرة تعطى فى العام الواحد اكثر من 50 كيلو جراماً من بذور صغيرة ..