سالم علي .. شاعر تريم صاحب رائعة (نحيل الخصر والقامة)
(هذه المادة حصرية للموقع يمنع نقلها)
احتفاء بصدور ديوان (النصيب) للشاعر الغنائي والملحن الموهوب (علي سالم مسيعد) أو كما أشتهر بـ (بن سالم علي) نتعرف سوياً من خلال هذه الأسطر على جزء من شخصية شاعرنا صاحب الديوان عليه رحمة الله تعالى.
الميلاد والنشأة
يتحددُ ميلادُ شاعِرنا (علي سالم مسيعد) في العام بمدينةِ تريم، التي فيها تربّى ونشأ وترعرع وتلقّى مبادىء القراءة والكتابة في كتاتيبها ومدارسها الأهلية، حيث معلامة بارشيد الشهيرة بمعلامة (باحرمي)، إذ كان لشاعرنا نصيب من التعلم فيها.
إلا أن لم الظروف آنذاك لم تسعفه لمواصلة تعليمه، وذلك بسبب الأوضاع الإقتصادية المتدهورة، التي طغت على حضرموت واليمن عموماً إزاء الحرب العالمية الثانية، وما سببته من مجاعة عمّت البلاد والعباد، فانقطع عن التعليم وهو في الرابعة عشر من عمره، وانخرط عاملاً في مجال البناء طلباً للمعيشة وسعياً وراء لقمة العيش.
البدايات
بدأ (بن سالم علي) يقول الشعر وهو لم يزل صغيراً في السادسة عشر من عمره، في بيئة العمل حيث مهنة البناء، مستفيداً من وجود بعض الشعراء الشعبيين معه في عمله، فكانت بينهم مساجلات شعبية وأمسيات في الشعر والدان، فأحب الشعر وتعلّق به خصوصاً بأشعار الدان الحضرمي.
فقد كان حريصاً كل الحرص على حضور مجالسات وأسمار الشعر والدان، مع الشعراء المعاصرين له من أمثال الشاعر الغزل (حداد بن حسن الكاف) والشاعر(كرامه بن علي بريك) والشاعر الكبير(حسين أبوبكر المحضار) وغيرهم الكثير، استطاع من خلال كل ذلك أن يصقل موهبته الشعرية وينميها.
وللشاعر (بن سالم علي مسيعد) الكثير من الأشعار والقصائد والمساجلات الشعرية مفقودة وضائعة، ولعل ذلك يعود إلى الظروف القاسية التي مر بها، والتي كان لها أثر واضح على نصيب التعليم الذي تلقاه، بالإضافة إلى عدم استقراره في مسقط رأسه.
إذ كان كثير التنقل داخل الوطن علاوة على اغترابه خارجه في المملكة العربية السعودية، ولم يستقر به المقام في مسقط رأسه بمدينة تريم إلا في العام (1992م)، عندها بدأ اهتمامه بتدوين وحفظ أشعاره، التي منها المجموعة التي بين أيدينا ضمن ديوانه الشعري الذي صدر خلال هذه الأيام ، والذي يحتوي على نحو (80) قصيدة فقط، ولم يزل الكثير من أشعاره مفقود وضائع.
شاعرية (بن سالم علي)
يمتاز الشاعر(بن سالم علي) بفطرة شعرية مرهفة وحسّاسه، وذوق شعري رائع يتبادىء لك من محياه، وكأنه عاش للشعر يتذوقه ويجد حلاوته في فيه، ذلك هو الشاعر (بن سالم علي)، فما أروعه حينما قال:
يا سادتي ياكرام الشوق في القلب أثر
ماقدر أنا عاجزاكم حاولت ياحباب ماقدر
أنتم سراج الدار.. تستاهلون الشرف والعز والمقدار
كانت هكذا شاعرية (بن سالم علي)، الذي جمعته بالشاعر الكبير(حسين المحضار) الكثير من المساجلات الشعرية وأسمار الدان الحضرمي، حتى أن الشاعر (المحضار) يحرص عند زيارته لمدينة تريم على اللقاء الشعري مع الشاعر(بن سالم علي)، ويجسد شاعرنا هذه العلاقة بالأبيات التالية:
سعــــاد لازال في القلب ذكراها مـحـال قال بـــن سالم انـنا نــساها
باعود لـ قدر الباري
قلوب أهل الهوى الدان يحييها وحسين صاحبي بو محضار يسقيها
بلحن شيق وأشعار
تتصف قصائد الشاعر(بن سالم علي)، عموماً بالبساطة المتناهية والكلمات الدارجة، فهي أشعار شعبية في مجملها، يفهم معنى عباراتها الجميع، ومن ذلك ما جاء في قصيدته التي اشتهر بها، كونها أول قصيدة مغناة له، تحمل اسم (النصيب) والتي سمي الديوان باسمها (ديوان النصيب)، وهو الذي لحنها، وغناها له الفنان (حسن صالح باحشوان)، يقول الشاعر فيها :
ذا نـصـيـبـي وهذا لي من الله كتب لي... مـا يـفــيـد الـنـدم
وايش يرد المقدر لي في اللوح مكتوب
مش بخيرتي لما فارق أرضي وأهلي... لي لهم شوق جم
غصب فارقتهم والدمع عالخد مسكوب
عـاد لي رب يعلم بي... ويعلم بحالي... باقـصــده بالكرم
اسمه الحق يحكم بين غالب ومغلوب
الشاعر الملحن (بن سالم علي)
للشاعر الملحن(بن سالم علي) نصيب من التلحين حيث قام بتلحين بعض قصائده وأشعاره، وتغنى بأشعاره وألحانه الكثير من الفنانين والمطربين داخل الوطن، من أمثال الفنان الراحل (بدوي زبير)، والفنان (سالم محيور)، إلا أن الفنان (حسن صالح باحشوان) تغنى بالكثير منها، ولحن جزءً منها.
ومن ذلك غنائيته التي تحت عنوان (نحيل الخصر والقامة) فقد لحنها الفنان(باحشوان)،وغناها الفنان الكويتي(عبدالله الرويشد)وقد نسبها في البداية للشاعر(المحضار)،ثم اعتذر عن ذلك للشاعر(بن سالم علي)ضمن برنامج بثته الفضائية اليمنية،في اتصال هاتفي بين الشاعر(مسيعد) والفنان (رويشد)، يقول الشاعر في هذه القصيدة:
نظرته في قطـر قـمري.عبر يمشي على بنانه
ويلقي مشي شي أخري ما يمشي كماه انسان
نحيل الخصر والقامه
يتمـايل كغصن البان
إلى أن قال:
أنا قد ضاق بي صبري وهـــو يزداد هـجـرانه
وعاده ما عرف قدري وساب الصد والهجران
نحيل الخصر والقامه
يتمايل كغصن البان
الأغر