منتديات خلفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات خلفة

أهلا وسهل بكم في منتدانا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عبدالباسط الغرابي
Admin
الدكتور عبدالباسط الغرابي


المساهمات : 1197
تاريخ التسجيل : 06/01/2009

ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي Empty
مُساهمةموضوع: ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي   ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي Emptyالأربعاء نوفمبر 12, 2014 12:52 am

ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي

ما بهند فتنت بل بسعاد                  منذ سبتني بحسنها الوقاد
هذا هو الشاعر عبدالله محمد باحسن بن جمال الليل و يقني (أبوعيدروس) رائد الشعر الغنائي في حضرموت كما اسماه المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف (1985) في كتابه باحسن الرائد الفنان .
حياته ونشأته :
ولد باحسن في عام 1278هـ  بمدينة الشحر بحسب رأي بامطرف الموافق 1861م .
في أسرة محافظة عرفت بحبها للعلم والتصوف . نشأ و ترعرع في كنف والده و تعلم على يديه ثم أخذ العلم  عن مشائخ مسقط رأسه في ذلك الزمان , وانتقل إلى رباط الحبشي بمدينة سيئون ليزيد من تحصيله العلمي .
كان شغوفا بالتحصيل العلمي وقد التقى بالعديد من العلماء عصره الذين يزورن الشحر بين حين وآخر .لتلقي المزيد من العلم .
اشتغل بالقضاء  بمدينة الشحر فترة من الزمن قي بداية حياته العملية , سافر  إلى زنجبار بأفريقيا و نظم مقامات حول رحلته أسماها (متاعب الأسفار في رحلتي إلى جزيرة زنجبار) يقول في مطلعها :
قال بوعيدروس
مر علينا وقت عبوس ومنحوس
فعزمت على أن أسافر وأجاهد
عملا بنصيحة من قال أن في الأسفار خمس فوائد
فسافرت من الشحر مهجوج ومرجوج
من باطل باقلاقل وظلم دحروج
وتوجهت لجزيرة زنجبار
في إحدى السواعي الكبار
وقلت: الله يقدر مافيه الصالح ويختار
فوصلنا الجزيرة بعد رحلة شاقة ومريرة
وقد خفف عناء و عثاء  السفر
ما شاهدناه من جمال الأشجار والزهر
و لكنه لم يلبث فيها كثيرا , ولم يجد عمل يناسبه . فعاد بعدها إلى مسقط رأسه مرة.
توفاه الله ظهر يوم الاثنين في العاشر من ربيع ثاني سنة 1347هـ  الموافق 1928م, عن عمر ناهز تسعة وستين عاما .
شيوخه ومعلميه:
ذكر المؤرخ  عبدالله بـن محمد السقاف في كتابه ( تاريخ الشعراء الحضرميين ) أنه قرأ القرآن في إحدى  كتاتيب  الشحر , كما أحكم الخط وأتقنه كتابة وفهما في مدينة الشحر) وذكر من شيوخه ،العلامة عبدالله سالم عيديد كان شيخه الدائم , وكان أحد علماء الشحر والمتوقي في عام1888م . حيث كان يتبعه وهـو يلقي دروسا من علومه في مساجدها وخاصة مسجدي الشيخ ألغالبي والشيخ أحمد , و قد أخذ عنه علوم الفقه والحديث والتفسير و  النحو وغيرها , وقد رثاه بقصيده يقول فيها

له الجاه والقدر الرفيع على الــورى   وكم ذا له فضل يضيق على العد
أذا جاء أهل الفخر يعلون فخرهم      علونا به فخرا على القبل والبعــد  
, وقد ذكر باحسن عددا من معلميه بالشحر منهم والده محمد بن عبدالله باحسن" محمد بن أحمد بن محمد الشاطري و ناصر بن صالح بن الشيخ والعلامة النحوي
محمد بن سالم باطويح .
ومن شيوخه من خارج الشحر العلامة علوي بن عبدالرحمن المشهور , وكان كثـير التردد على الشحر ,قال باحسن إنـه قرأ عليه ديوان أبن معتوق وشرح المحلى على المنهاج وقد مدحه بقصيدة جميلة هي في ديوانه . وتوفي (1922م) بتريم . وكذلك العلامة عبدالقادر بن أحمد بن طاهر .

فنه وأشعاره :
جاء باحسن في زمن تعيش فيه مدينة الشحر كما وصفه بامطرف (كان يسود مدينة الشحر جو مرعب من التزمت الضيق الأفق مجتمع تسيطر عليه الأوهام والدجل ) .
في هذه الأجواء عاش الشاعر باحسن .إلا أن شاعرنا ضرب بكل هذه الأفكار عرض الحائط . والتفت إلى موهبته في الشعر ليروي ميوله ويشبع رغبته . فقد وصفه بامطرف بالعبقري والمجدد و المفكر والقائد الحصيف الذي يخلق الأجواء الصالحة و يهيئ لنفسه الظروف المواتية لموهبته ليؤدي رسالته على أكمل وجه رغم كل المعوقات والتثبيط للهمم .
في هذه الظروف الصعبة استطاع باحسن أن يكون فرقة للإنشاد و الغناء لأول مرة في تاريخ حضرموت ضمت نخبة من الشباب من هواة الإنشاد والغناء  من أبناء مدينة الشحر استطاعت هذه الفرقة تطور شعر الأغنية و الإنشاد و أن تقدم روائع غنائية خالدة لا زالت في ذاكرة الغناء الحضرمي واليمني تغنى بها كبار الفنانين في الساحة ولازالت تردد في مسامرنا  وحفلاتنا , بل تغنى بها العديد من مطربين الخليج والجزيرة . تألفت الفرقة من هؤلاء النخبة :
القاضي عبدالله محمد باحسن مؤسس وقائد المجموعة  وشاعرها و ملحنها ,الشيخ سلطان سلطان بن صالح بن الشيخ علي هرهرة مغني وعازفا على العود, سعيد علي بامعيبد شاعرا وملحنا , صالح أحمد الحامدي ملحنا وعازف كمان ,عبدالنعيم خميس عازفا على القنبوس , عبدالنعيم فرج الله عازف ناي ,عبود بامعبد عازف إيقاع , أحمد عمر باقبيسي مغنيا , سعيد بن عقيل منشدا , حسين أحمد الحامدي شاعرا.
بدأ انطلاقته في صياغة الشعر الغنائي في عام 1303هـ
و من أشهر قصئده ( ما للرشاء المعسول حلو القوام جوز في العشقة عذابي) التي قالها في عام 1309هـ  فقد ثارت حفيظة بعض المتزمتون وثاروا عليه ثورة عاتية تقلل من شانه فرد عليهم بكم من القصائد منها هذه الأبيات التالية :
نا باحسن ماخرج العوجة و لا حب كالف    يكفي زماني كليف
طبعي من الله نحب القرع وأكل المناصف  وهو ربيب الخريف
كتب باحسن الشعر الفصيح وعارض فيها من سبقوه من الشعراء كما كتب الشعر العاطفي و كتب الشعر الصوفي و نظم المقامات ، كما تميل معظم أشعاره إلى الشعر الحميني الذي ينتهي بالتسكين  ويحمل في مفرداته بين الفصحى والعامية كقوله :
لك البشارة ملكت القلب باطن وظاهر     فحكم على ماتريد
وما تملكته إلا بتصريف قادر              فارفق بصب عميد
أصبحت يامالكي في الصب ناه وآمر     وكل فعل حميد
شاكون قهرا لحكم الحب صابر وشاكر   و أن مت موتي شهيد
ومن أشعاره في مناجاته لرب العزة حين قال :
رب إني قصدت الباب والأمر مشتد      ياغني كل طلاب
يا رجائي إذا ما الحال أمسى منكد       مع عوارض وأسباب
مالي إلا أنت ملجاء رب في كل مقصد   يا من الفضل له باب  
و من أشعاره الفصيحة العاطفية رائعته الغنائية (يشوقني برق) التي يقول فيها :
 يشوقني برق من الحي لامع              لعل به تبدو الربى والمرابع
و حيث طرا عرف النسيم إذا سرى        تذكرت ما تحويه تلك المواضع
لأني على التذكار مازلت والعا             و مازال قلبي نحو ليلى ينازع
عرفت الهوى لكن جهلت فعاله            وكيف وقد ضمته مني الاضالع
كفى مقلتي قرحا على زمن مضى       وأيام انس كنت فيهنّ راتع
ذكر الباحث عبدالله صالح حداد (1985) بأن لباحسن ديوان شعر مخطوط كتبت  منه  نسخة بخط النسخ في القرن الرابع عشر الهجري و عناوينها محمرة ويليه ورقتان قيل أنهما بخط الشاعر , كما توجد منه نسخة مصورة بالميكروفيلم بمركز الثقافة و الآثار و المتاحف بعدن.
لقد تغنى بأشعاره باحسن العديد من المطربين أبرزهم , محمد جمعة خان وسعيد عبدالمعين ويسلم دحي  و عبدالله حاج بن طرش و عمر محفوظ غابة و أبوبكر سالم و محفوظ بن بريك وبدوي الزبيرو كرامة مرسال  ومعظم مطربي حضرموت ومن أبرز من غنى بروائع باحسن الغنائية من غير الحضارم :
(أحمد بن أحمد قاسم , محمد سعد عبدالله، فتحية الصغيرة, إبراهيم الماس ، أيوب طارش ).
ومن روائه الغنائية ( نعم طب الأنفاس ، قال الذي قد هام ،يا من على الصد وغيرها )  
ومن أجمل غنائياته سباني مُهَفْهَف عَشّيه التي يقول فيها  :
سباني مُهَفْهَف عَشّيه ..... له عارضٌ قد تَنَمْنَمْ
وله طلعةٌ يوسُفِيَهْ ........ بها للغوانى قد أفحم
مُحَياه روضةٌ جنيه ....... ثناياه درٌ مُنَظَّمْ
وألحاظه العنتريه ....... علينا بها قد تحكم
وغناء خدوده نديه ......إذا جيت أبكىِ تبسم
متى أرشف القرقفيه......من الثغر يامدرج الفم
فكل الغوانى رعية....... لحاوى الجمال المعظم
بنفسى أريد البريه.......من الخل إذا الليل أظلم
وإن عاجلتنا المنيه....... فيا خل تبقى وتسلم
وقد رثاه الشاعر حسين المحضار و الشاعر عوض أحمد حميدان (المعلم) في الذكرى الخمسين لوفاته قال فيها الأخير :
قف بذكرى جميل اللفظ والكلم         وأتل  شمائل بالحسنى كملتزم
للباحسن و هو عبدالله منجدنا          من مجد الشعر ترفيع إلى القمم
ذكرى تعد له الخمسين مذ وطئت    أوصاله لحده الآوى إلى العدم
سلسل شمائله ذكرا بمفخرة          سجل سجاياه بالتعبير والقلم
أن يخفه الناس يظهره الزمان على   ظهر البسيطة فيما قال من حكم
فليس ميتا وذكراه يحيط بنا           لدى المجالس والسمرات والنظم
أقول يا الباحسن أنت المدرس في الــــشعر الرصين بنظم غير منثلم
أنت المعلم في الاعراب ما شملت      قصيدة المدح والتأبين والكلم
أبرزت شعرا رصينا يستفاد به   في السن الناس لا ينفك كاللجم
علمتنا الشعر تدريجا ومسلكه     على التقفي بسلك كان كالعلم
وصرت نبراس أهل الشعر قاطبة   يضئ نورك للعميان والصنم
حدوت شوقي ومعروف الرصافي ومن   داناهما في قريب العهد والقدم
قدمت شحرك في جو القريض إلى   جو تضاهي به المصقاع والأمم
كما رثاه الشعراء (حسين المحضار والمعلم حميدان وعوض سالم عبدن و سالم محمد مفلح (أبوراشد) في ذكراه السادسة والخمسين لوفاته . وقد جاء في مرثية الشاعر الشعبي أبوراشد الأبيات التالية:
ياسامعي قولي خذوا مني            وصلت كلن عا كلامه قام
يابلبل الأشجان ذكرني              بدقائق الأوقات والأيام
عجبا لمن يعمر ومن يبني           و مصيره الآفات والأسقام
ياعين بهطول الدمع شني            دنيا تراه الزام بعد الزام
كل ما سجع شادي يذكرني      بأغنيات العام بعد العام
فويق خمسين انقضت يعني     على وفاة الشاعر المقدام
الكل بأغانيه يتغني                 على البسيطة أو على الآكام
ومن ربيب الحاشدي يجني         ومناصف التمر الهني لادام
في البيض هن والصفر متعني     و السمر هو عاطي لهن قدام
في وقت شاف الفن متدني          هو لي رفع شانه على الأعلام  




 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asg1.yoo7.com متصل
 
ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن جمال الليل رائد الشعر الغنائي الحضرمي
» مساجلة نادرة للشاعر الغنائي سعيد يمين
» الجنبية الحضرمية في الشعر الحضرمي
» *النباتات في الشعر الحضرمي،نبات العشر*
» شقيق الليل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات خلفة :: الفئة الأولى :: منتدى التراث والآثار-
انتقل الى: