برنامج
سير اذاعية .. لرجالات حضرمية
الحلقة الاولى
اعداد : د. عبدالباسط الغرابي
ـ ـ ـ ـ ـ
العلامة .. عبدالله محفوظ الحداد
(فاصل موسيقي)
ولد فضيلة الشيخ العلامة عبدالله محفوظ الحداد في مدينة الديس الشرقية بمحافظة حضرموت سنة 1343هـ .. نشأ وترعرع في كنف جده محمد إبراهيم الحداد الذي تولى تربيته ورعايته حتى الرابعة عشر من عمره .. وذلك لاغتراب والده ثم انطلق إلى طلب العلم متدرجاً في الدرجات العلمية حتى نال شهادته العليا من جامعة الخرطوم قسم الشريعة عام 1959م .. ليعود بعدها إلى أرض الوطن داعيا الناس إلى فعل الخير حتى وافته المنية .. وقضى نحبه في الخامس والعشرين من اكتوبر في العام السادس والتسعين بعد التسعمئة والالف للميلادية .. تأثر واثر بالبيئة التي نشأ فيها .. وبالإحداث الجارية حوله .. وبكل ما يتصل بالعصر الذي يعيش فيه .. كما انه يؤثر فيها .. وقد عاصر العلامة عبدالله محفوظ الحداد خلال سني عمره ثلاث مراحل في حياتية .. كانت المرحلة الأولى منها .. مرحلة الدولة القعيطية .. التي تعاقب على عرشها السلطان عمر بن عوض القعيطي بين عامي 1922- 1935م .. والسلطان صالح بن غالب بين عامي 1935- 1956م .. الذي دخلت حضرموت في عهده .. تحت التاج البريطاني بتوقيع معاهدة الاستشارة سنة 1937م .. والذي حدثت في عهده إصلاحات كثيرة .. منها توطيد الأمن .. وبناء الجيش .. وتحسين الإدارة .. والاهتمام بالتعليم والصحة .. وإصلاح القضاء وتنظيم المحاكم .. هذا السلطان الذي تلاه تربعا على عرش السلطنة القعيطية .. السلطان عوض بن صالح بين عامي 1956- 1966م .. ثم السلطان غالب بن عوض من العام السادس والستين بعد التسعمئة والالف ميلادية وحتى السابع عشر من سبتمر من العام 1967م .. اما المرحلة الثانية من مراحل عمر العلامة الشيخ عبدالله محفوظ الحداد يرحمه الله ويطيب ثراه .. فهي مرحلة الاستقلال الوطني .. وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. وما أحدثته من تغيير جذري في الحياة العامة من الثلاثين من نوفمبر عام 1967 .. وحتى الثاني والعشرين من مايو عام تسعين وتسعمئة والف للميلادية .. لتأتي بعدها
مرحلته الحياتية الثالثة .. وهي مرحلة دولة الوحدة اليمنية .. وما رافقها من تغير في حياة الشعب قاطبةً .. بدءً بأحداث الفترة الانتقالية .. مرورا بحرب صيف 1994م .. وصولا إلى حكومة ما بعد الحرب .. وحتى وفاته في الخامس والشرين من اكتوبر عام 1996م.
(فاصل موسيقي)
تلقى العلامة عبدالله محفوظ الحداد تعليمه الاولي في مسقط رأسه "الديس الشرقية" منذ نعومة أظفاره .. وتتلمذ على يد أساتذة الفاضل الشيخ أحمد باصلعة قاضي الديس الشرقية آنذاك .. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة تريم .. وهناك التحق برباط تريم الذي كان واستمر يدرس به حتى وفاة جده .. ليعود بعد ذاك مسقط رأسه .. حيث تم تعينه وصياً على أملاك جده وأولاد جده .. وبعد الحرب العالمية الثانية .. طلب للقضاء .. فالتحق برباط غيل باوزير في دورة تأهيلية بدرجة قاضي شرعي حتى اكملها .. ليتم تعينه قاضٍ شرعي عام 1946م .. وبعد مرور أكثر من عشر سنوات من تعيينه قاضيا شرعيا .. ابتعث إلى دولة السودان لإكمال دراساته العليا في مجال القضاء حتى تخرجه عام 1959م من قسم الشريعة بجامعة الخرطوم.
(فاصل موسيقي)
ألف العلامة الحداد عبدالله بن محفوط يرحمه الله عدداً من المؤلفات والرسائل النافعة والمفيدة ومنها .. كتاب السنة والبدعة .. ورفع الستر عن أدلة القنوت في الفجر .. ورسالة في بيع وشراء الذهب .. والمقعد المنيف بمراجع الورد اللطيف في الحديث الشريف .. ورسالة عن حكم الغناء في الإسلام .. ورسالة في الحياء .. ورسالة الإسلام والزكاة .. ورسائل في وسائل الدعوة إلى الله.
(فاصل موسيقي)
عيّن قاضياً شرعياً بحضرموت عام 1946م .. وتنقل في محاكم حضرموت بين الديس الشرقية والمكلا والشحر .. وبعد مرور عام على تخرجه من السودان عام 1960م .. عيّن رئيساً لمحكمة الاستئناف بالمكلا .. ثم تولى رئاسة مجلس القضاء بحضرموت عام 1965م .. واستمر فيه حتى استقال من القضاء عام 1969م بسبب تغيير النظام الجديد لإحكام الشريعة واستبدالها بقوانين وضعية .. اشتهر اثناء توليه القضاء .. بالنزاهة والعفة والعدل والحكمة .. ومما يدل على نزاهته في القضاء .. ترشح الشيخ القاضي عبدالله عوض بكير له قاضيا .. وشهادته له بالنزاهة.
(فاصل موسيقي)
كان العلامة عبدالله محفوظ الحداد رحمه الله من الذين يسعون لفعل الخيرات .. ومن أهم مشاريع الخيرية .. مشروع أقامة قرية البر الخيري .. وهو المشروع السكني الذي اعد لتسكين مجموعة من الأسر العربية النازحة من الصومال بسبب الحرب وبناءه مسجدا لتلك القرية .. ومشروع برنامج كافل اليتيم .. الذي كفل حوالي خمسمائة يتيم من حضرموت وغيرها .. ومشاركته في تأسيس جامعة الاحقاف .. وتأسيس جامعة حضرموت .. وتأسيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة عدن .. وشاركته في تأسيس الجمعية الإسلامية الخيرية والثقافية .. وغيرها من الاعمال الخيرية النافعة للمسلمين حتى وافته المنية وقضى نحبه في مدينة المكلا في الخامس والعشرين من اكتوبر عام 1996م .. التي بها شيع جثمانه الطاهر في جمع غفير من المشيعين لم يشهد له مثيل .. من اقواله المشهورة التي تشهد له بالانتماء والانتساب الى حضرموت .. قوله الشهير .. "أهلتني حضرموت وسأعود قاضياً في حضرموت"
ـــ(انتهت الحلقة)ـــ
