بدوي الزبير والأغنية الديسية

بدوي الزبير والأغنية الديسية
عشرون عاما مرت على رحيل الفنان الشامل احمد يسلم الزبير لقد رحل عنا الفنان الخالد جوهرة الطرب في 2000/11/18 من عام 2000عام الحزن عام فقد اعز الناس على قلوبنا ففي مطلع هذا العام افتقدنا الشاعر الأسطورة حسين بن أبي بكر المحضار وفي أبريل من نفس العام رحل عن دنيانا مؤسس اللون الديسي الشاعر والفنان سعيد يمين عبدالله بايمين ......
فكان رحيل الفنان أحمد يسلم الزبير الذي اشتهر ببدوي الزبير وقد أطلق عليه هذا اللقب جده لأبيه (بدوي) طغى هذا اللقب على اسمه الحقيقي فأصبح معروفا فنيا ببدوي الزبير [1]
البدوي من مواليد عام 1950 بمدينة القصور واول ناطحات سحاب عرفها الإنسان في العالم مدينة شبام التاريخية ورمز حضرموت درس فيها وتعلم من الابتدائي حتى المرحلة المتوسطة (نظام قديم) .
عمل بالخاص وموظفاً حكومياً لفترة من الزمن بإدارة البريد وتفرغ كفنان بإدارة الثقافة مدة طويلة ليعود الى العمل الخاص(فناناً) له من الأبناء (3) من الذكور و(2) من الإناث , رحلت الصغيرة وعمرها أكثر من 6 سنوات قبل شهر إثر حادث مروري ليلحق بها بعد فترة قصيره [2]
فتحت عيني بدوي الزبير في أسرة شبامية محافظة لها نصيبها في الأدب والغناء والطرب[3] . ولقد اكتسب بدوي الزبيري الشبامي الكثير من الحكمة والطرفة التي تميز بها الشباميون في هذا المحيط استطاع أن يمارس موهبته في الغناء في نهاية الستينات من القرن المنصرم وبدايته ) بدا حياته الفنية منذ الصغر في المدرسة وفي الحفلات أما بداية كعازف بدأت بالناي مثله الكثير الحضارم الذين كانت بدايتهم مع القصبة المفرد التي تسمي المدروف ثم انطلقوا إلى ألٱت أخرى مثل عازف الكمان حسن بامطرف والشاعر سعيد يمين والموسيقي عبدالله حسين الطفي والفنان سعيد نصيب وغيرهم الكثير .
أجاد الزبير الٱت الوترية والايقاع ويجيد ايقاع الزبادي والغناء عليه
تأثر البدوي كثيرا بفنان حضرموت وكوكبها محمد جمعة خان[2]
وبدأت اغانية تتنتشر في ساحل حضرموت عبر اشرطة الكاسيت التي تخرج باسم أو انتاج استريو ابوخليل واذكر من تلك الروائع التي يؤديها البدوي حد شاف محبوبي ، دلا اول إلخ .
لقد لوحظ في بداية مشواره بحسب اراء بعض النقاد تقارب نغمات صوته مع الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال إلا أن هذا لم يدم طويلا وتلاشى شيئا فشيئا إلى أن اصبح البدوي فنانا مميزا لا يشبهه شبيه .
علاقة بدوي الزبير بالديس الشرقية
تعرف اهالي الديس الشرقية على البدوي من خلال أشرطة الكاسيت في البداية .
إلى أن أتى إلينا في منتصف السبعينات من القرن المنصرم ضمن وفد فني من وادي حضرموت يضم مجموعة من الفنانين يضم من مجموعة من المبدعين وبحسب ما اذكر منهم الشاعر عبدالقادر الكاف والفنان حسن باحشوان .
وغيره إلا أن جمهور وادي عمر اعجابه بالحفل والمشاركين بالحفل إلا أنه خرج في تلك الليلة يتحدث عن بدوي وأدى بدوي الزبير وتالقه في ذلك اليوم .وعلى ما اذكر بأنه غنى حد شاف محبوبي وياجارنا أرعى لنا حق الجوار .
لم تمر الايام طويل إلا وبدأت شعبية بدوي تكبر شيئا فشيئا إذ كانت له مشاركات مع فرقة وادي حضرموت التي تشارك في الحفلات الرسمية بالمكلا وعدن وقد قدم العديد من الروائع منها هيلامالية التي نقلت عبر التلفاز .
وايضا أتانا في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم لإحياء مخادر الاعراس مع فرقته الفنية الشباميون الخاصة .
وخلال هذه الحفلات العرائسية التقى بمدعي وادي عمر من شعراء وملحنين وفنانين وغيرهم ولعل أبرزهم الشاعر المعلم عوض احمد حميدان والملحن سالم سعيد جبران والشاعر محمد عبدالله الحداد وكذلك الشاعر سعيد يمين عبدالله مؤسسة اللون الديسي الذي تعرف عليه في السبعينات بالعاصمة عدن وكان ينزل غالبا عليه ضيفا في بيته بالشارع الرئيسي بالمعلا .
وقد راقت له الأغنية الديسية كثيرا وقدم العشرات النصوص الغنائية الديسية للثنائي الرائع المعلم وجبران منها (ياشعلة البين .بين زهر الكوادي . ساري الليل .هذا الحزاء إلخ )كما غنى من كلمات جبران نفسه (بعد لا تقارب).
كما اعجب كثيرا بشاعر وادي عمر. محمد عبدالله الحداد وغنى له ( لاهب نود الفجر .ياساهر الليل .وين انت وانا ويني ) وجميعها من الحان جبران كما قدم مجموعة من الأغاني للشاعر والملحن سعيد يمين منها (يارسول الهوى . ما باتحصل بديل .جميلي زرعته).
لقد قدم الزبير اللون الديسي كاجمل ما يكون وأبدع كثيرا وتميز في أداءه فهو صاحب موهبة فذة وحضور متميز على المسرح أو المخدرة .
عرفت بدوي الزبير كفنان من البومات ابوخليل للانتاج الفني . مثلي مثل أي معجب ولكن ساقني الحظ أن تجندت بالخدمة العسكرية بلواء شمسان بعد الصغرى( البريقة) مع شقيقه خميس يسلم زبير المعروف بزبرة وكان زيرة في ذلك الوقت يأتي من حضرموت بعوده واوتارة حامل معه فنه وكان له موهبته بالعزف على العود والأداء ولي حضور معه في عدة جلسات طرب في المعسكر وكذلك خارج المعسكر وأشهرها كانت ببيوت العزاب مع الايقاعي حسن حساني والفنان عادل عدلان رحمه الله واستضافنا الاخ صالح دحمان بغرفته الموقرة ببيوت العزاب بحي الروضة (القلوعة) .
كان يحدثنا عن شقيقه كثيرا عن وموهبته كفنان وكذلك عمبه كنجار وعن كرمه وحبه للناس وحب الناس له .
إلا أنني لم التق به وجها لوجه إلا في عام 1986م بعد انتقلت من لواء شمسان بمنطقة الفارسي بالعاصمة عدن إلى المليشا الشعبية بمديرية الديس الشرقية.
وفي تلك الفترة شاركت مع العديد من الفنانين كعازف كمان في تلك السنة التي حدثت فيها العديد من الأحداث المأساوية ومنها رحيل الشاعر الكبير المعلم عوض احمد حميدان .
التقيت ببدوي الزبير اثناء مشاركتي معه كعازف كمان في مخدرة أحياها للموسيقي محفوظ مبارك برعية .
واذكر من العازفين علي العمش وأحمد مفلح وحبيب التميمي بينما الإيقاعات سعيد العبد ومحمد عيسى وصالح دويل وليعذرني لمن فاتني ذكر اسمه .
أتانا بدوي متأخرا قبل المخدرة بثلاث ساعات تقريبا وفور وصوله سلم علينا وتعرف على العازفين وقال عندي اغنيتين جديدة وبرفنا عليها وبعد ذلك سمعنا عزفا مفردا على ٱلة الكمان وختم التقاسيم بأغنية القمندان على المحبين شني يامطر نيسان وأذكر أنه طلع المخدرة من غير دفتر اغاني فكان
كل الوصلات الغنائية يقدمها حفظا واذكر منها (الليل يا العاشقين).
لا اذكر كم مرات طلعت مع بدوي لكن اذكر ٱخرها عندما أتى كفانا مشاركا في عام 1988م في زواج المرحوم حاج سالم بريك وغنى اغنيتين فقط منها غيث يسقيك ياغصن ريان . علما أن المخدرة شارك فيها شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين والفنان محفوظ باغويطة
التقيت به في التسعينات بعد أن تركت العزف في عدة مناسبات وكنت نسأله عن أحواله وعن شقيقه زبرة.
للفنان بدوي الزبير علاقات واسعة بالديس الشرقية ولذلك فهو يأتي يزورهم من حين إلى ٱخر ومنهم محمد عبدالله باشعيب ومبارك عوض الحريبي وحسين علي قاسم وهيكل أبناء احمد الخلاقي .
كما لا يفوتني أنه غناء للشعراء الشباب من ابناء الديس الشرقية مثل الشاعر الراحل هاشم علوي (مالك ومالي) وأغنية فرائحية للشاعر عبدالصمد باوزير ...
كما استضافه بالتسعينات من القرن العشرين منتدى وادي عمر لإلقاء محاضرة عن تجربته الفنية .وقد استعرض فيها تجربته الفنية وما ربه من منعطفات للوصول لأعلى الهرم في الغناء الحضرمي وقدم خلالها نماذج من أغانيه.
لقد رحل عننا الفنان بدوي الزبيرمبكرا وترك لنا تراثا خالد سيخلد اسمه ما دامت الدنيا رحمه الله رحمة الأبرار
بقلم
الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي
الاربعاء 20/11/18م

المصادر.
1- خميس يسلم زبير
2- بن سميط .بن سميط .2000.الأيام العدد 3242 .
3- كيبيديا.