مراسيم حفلات الزواج والزفاف محافظة حضرموت بمديرية الديس الشرقية

مراسيم واحتفلات الزفاف بحضرموت (الديس الشرقية)
لكل منطقة أو مديرية ومحافظة وبلد أو شعب ما خصوصيتها في كيفية الاحتفاء بمراسيم الزفاف بالعريسين إلا أن هذا الاختلاف لا يعني في كل شيء فلابد من وجود تشابه وقواسم مشتركة بينهما تجعلنا نقول هذه افراح زواج ولو بالاسم فالاحتفاء بالزواج ومراسيمه يرتبط ارتباطا اولا بالدين او معتقدان العرسان ثم بالبيئة والمكانة الاجتماعية للعريس والعروسة وفي هذا الموضوع نحتاج نعمل شرح مختصر لمراسيم الزواج بمحافظة حضرموت وخصوصا بمديرية الديس الشرقية وتميزها في الطقوس الفرائحية لقد ارتبطت مراسيم الزفاف بمديرية الديس الشرقية كثيرا البيئة كم تأثروا أهالي الديس بمراسيم الجوار وخصوصا مدينة الشحر وبما نقله الوافدون إليه من مختلف مديريات حضرموت فكل هذه التشكيلات السكانية برزت بطقوسها واختلط فيما بينها وامتزجت وافرزت نمط خاص بالديس الشرقية حث وتميزت يمراسيمها الخاصة وان اختلفت بين الطبقات الاجتماعية في بعض التفاصيل ولكن على العموم فإن اعلان مراسيم زواج يبدأ من الليلة الأولى في بيت العروس بالآتي
اليوم الاول
ليلة الربوط
اول ليلة يتم فيها اعلان الزواج تسمى بالربوط والربوط عبارة تغطية العروس بفوطة أو سباعية ملونه بخطوط مختلفة بين الاصفر والاخضر والاحمر والازرق وهي خاصة للربوط يقوم بالربوط ولي أمرها الاب أو العم أو الخال أو الاخ المهم أحد محارمها ويعني انك خلاص قد تم ربطك لفلان من الناس وهو قرينك
طبعا تكون لا تعلم ولا تدري بهذا الأمر وقد وضحه المحضار بأحد الابيات من ابريت عادات وتقاليد
حين قال :
البنت ما هي داريه
أن شيء خطوبة جارية
في يد بوها طائعة للأمر منقاده
في النار وإلا في الجنان
يطور الانسان
بعد أن تتم عملية تغطية العروس بقطعة القماش التي تسمى الفوطة يشعرها اهلها انتي مربوطة لفلان اي اسم العريس تهيج العروس بالبكاء وتصرخ بصوت عالي من شدة الخجل الذي لحق بها وامها أيضا تهيج بالبكاء على فراق ابنتها
ويستمر النشهد الدرامي بضعة دقائق .
وتأتي الطوابل أوالمشترحات كما يطلق عليهن بحضرموت (ضاربات الايقاعات) الهاجر والمراويس ويغنن من حول العروس التي تم ربطها ومن الهازيج التي يغننها
بليلة وهين الله بلسلة وهين الله
يا رب سلم يا بليلة إلخ
اليوم الثاني
نهار اليوم التالي
في دار العريس والعروس (كل على حده عند)وتبدا المراسيم حيث يحضروا الرجال ويقموا تركيبونصب الشراع الذي يعتبر مكان الاحتفال وحصوصا للنساء بعد الانتهاء من الشراع يأدوا رقصة الشبواني وهي رقصة رجالية تؤدي في الشراع وبالأخص شراع العرع بيت العريس ثم يقدموا وجبة الفطور عبارة عن عصيدة تحضر من طحين القمح ومعجون التمر ومحلاه بالسكر مع زيت السمسم .
من المراسيم اليوم الثاني :
1- الطراقة
تؤدي في بيت العروس وذلك في اليوم الثاني حيث يتم زفاف العروس إلى حمام
( الرضية ) وتغنن بعض الاهازيج مثل (ياعيدروسي أوالخيبعان )ويتم غسل شعر العروس وتصفيفه وتنظيف جسمها بالغسة والغسة ( عبارة عن مسحوق اوراق السدر .(
2-الدقاقة:
اشتق هذا الأسم من الدق البن بالعصي في اواني خشبية تسمى المناحيز تستورد من افريقيا (تنزانيا ) (يتم فيها طحن حبوب البن أو الجبرة والزنجبيل ) و تستخدم المطحون في صناعة القهوة الخاصة بمراسيم الزواج بالإضافة إلى بقية البهارات التي يحتاج إليها في اعداد وجبات الوليمة والدقاقة تتم في بيت العريس والعروس تقوم بها النساء مع الطبول والغناء
3- السراور
في المساء تتم طقوس السراور وفي هذه الليلة تؤدي نساء رقصة الزفين بينما صديقات العروس يأتين بالهدايا لصديقتهن العروس الهدايا مختلفة منهن من تأتي بالكعك ومنهن تأتي بالكيك.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث من العرس تنفذ الاحتفالات التالية
1- القصباة
يوم قص وتصفيف الشعر للعريس وعروسته كل على حدة
ويبدا الاحتفاء الصباح الباكرفي بيت العروس يتم تصفيف شعر العروسة وتعقيد جدائل شعرها على شكل عقده واحدة طويلة وخلال عملية التعقيد الشعر يتم غناء الاهازيج مثل الهديني بالإضافة إلى التنويش وكذلك يغنن مع بعض
في دار عبدالملك بقلة ثلاثة غصون
غصن القرنفل وغصن الهيل والزعفران
أما في ليل يتم أداء رقصة الغية .
أما في بيت العريس تتم مراسيم القصباة وذلك من خلال أخذ العريس بالاهازيج والتناصير إلى أحد ينابيع المديرية ويتم قص شعره وتزيينه ثم إعادته إلى البيت ويقو بهذا الاحتفاء أصدقاء العريس وصديقات العروس.
في مساء اليوم الثالث يقدمن النساء رقصة الغية التي يصحبها وجود أحد الشعراء بالإضافة للرقص والتنويش ( يتم فيه فك شعرهن والتمائل باجسادهن من تحريك الجدائل يمينا وشمال وبصورة شله دارية وعندما ترقص مجموعة من النساء تعطن منظرا رومانسيا جميلا مع أناغم أصوات االغناء والايقاعات الطربية
أما في بالنسبة للرجال يتم عمل سمر بحسب امكانيات العريس وطبقته الاجتماعية فمنهم من يعمل رقصة الشبواني ومنهم .
أو سهرة طربية(مخدرة)
وٱخر السمر يتم أداء رقصة الحنة ويتم تزيين العريس بالحنة عند الرجال ثم ينقل العريس بالزفة إلى الشراع إلى غية النساء وتقوم النساء وضع مخلوط الحنة على اقدام العريس وفي يديه من أقرباء العريس مع رقصة التنويش فوق رأس العريس
اليوم الرابع
ويبد بعمل مولد في بيت يعقب المولد زف بالاناشيد والدفوف(تسمى الطيران) ثم ويتبع الزف بالطيران رقصة العدة وفي هذه الليلة تزف العروس لعريسها بعد أن ينتقل موكب العريس إلى بيت العروس بحسب القرب والبعد من المكان ويسمى هذه الليلة بليلة الضعينة وفيه تزينت العروس لعريسها وفيه تأتي فرقة ايقاعية مع العريس وفرقة عند بيت العروس تتبع بيت العروسة وخلال الاستقبال تتبادل المشترحات بالأهازيج التي بالمناسبة فيدخل العروس وبالطبول والرشوش بماء الورد ثم يدخل إلى مخدع العروس فيكشف عن وجهها ثم تزف مع العريس وتغنن بالٱتي
يرحبن بالعريس
يا حيا بالزين يا اللي دافع المئات
ويمتدحن العروسة بالٱتي
ما بتنا زينة ومن ذاك الاولات
زينة في زينة حازت العقل والثبات
ثم تنقل الى بيت عريسها ويحتفي بها وتزف مع زوجها إلى عش الزوجية غرفة النوم
اليوم الخامس
في بيت العروس انتهت الاحتفالات ويصبح بيتهم خاوي وعليهم الحزن لفراقهم بنتهم وتغيير نمط حياتها
بينما في بيت العريس تذبح الذبائح فور دخولها بيت زوجها وتقوم الولئة الرئيسية الغداء وترقص النساء في صباح ذلك مع الغناء والتناويش
أما العصر يتم إقامة رقصة الزفين الكلاسيكية التي انقرضت تقريبا حيث تغنن المشترحات أو الفرقة الغنائية بايقاعات رتيبة وتتميز كل منطقة يزفينها منه زفين ديسي وشحري ومكلاوي وخلال رقصة توضع النساء الراقصات الخجول على قدميها التي تصنع من الفضة ولها جباجب اوحنان تعطي عندما ترقص الراقصة يتناسب مع ايقاع الرقصة .
وفي منتصف الزفين تزف العروسة من خدعها بكامل زينتها إلى الشراع إلى حيث الزفين وهناك توضع على كرسي تسمى بالسندة أو (الكوشة ) خاص بها ومن حولها نساء يهونها بالمراوح لتخفيف العرق وأثناء أداء رقصة الزفين تقدمن المشترحات صوت خاص للعروس تدخل معها من أهلها الاخت والصهرة والقريبة الصديقة والعرائس الحديثات عهد بالزواج وبزوال الشمس تطفي الانوار وينزل الشراع وينتهي أحتفالات العرس ودخول العروسين القفص الذهبي ومنتظرون اول مولود لهما . في السنة القادمة أو كما قال الشاعر حسين المحضار :
عروس العام حبلة ذا السنة.

اعداد
الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي