اعتبرت وزارة الزراعة والري حشرة دوباس النخيل Ommatissus lybicus de Berg) )التي ألحقت ضرراً كبيراً بالنخلة يهدد وجودها في مناطق زراعتها منذ دخولها في عام 2000م عبر المثلث الحدودي لوادي حبروت بين (الجمهورية اليمنية وسلطنة عمان) ومنذ تسجيلها كآفة جديدة على النخيل في وادي منعر محافظة المهرة عام 2002م (باشميلة 2002) .
بدأت هذه الآفة تقتحم مزارع النخيل في عدم وجود حجر زراعي يحد من انتشارها ودون توعية حقيقية بخطورتها في ظل هذا التسيب والإهمال عمت هذه الآفة معظم مديريات محافظة المهرة ومديريات ساحل ووادي حضرموت وقد عملت وزارة الزراعة ممثله بمكاتبها في المحافظتين المذكورة على الحد من انتشارها إلا أنها لم تكن لديها طرق إدارة حقيقة للآفة فقد اعتمدت فقط على المكافحة الكيميائية التي كبدت ميزانية الدول ملايين الريالات على مدى السنوات الماضية ، حيث ذكر حبيشان وآخرون (2005) بان النخلة الواحدة تحتاج إلى 25 ريال لرشها ، وقد وصلت التكاليف المباشرة لحملة مكافحة دوباس النخيل في إبريل ) 2003( حوالي عشرة مليون ريال ، أما كمية المبيد الذي استخدم بوادي حضرموت 1488لتر ( مكتب الزراعة بوادي حضرموت 2004 ) ، وفي المهرة استخدم 991 لتر من مبيد دلتا مثرين ( مكتب الزراعة م / المهرة 2004 ) . وفي عام 2004 م بلغت الخسائر 15 مليون ريال لمكافحة الجيل الربيعي (حبيشان وآخرون 2005 ) ، كما استخدمت في الحملة الثالثة في حضرموت أربعة أطنان من مبيد سكيدكودلتا 15 لرش حوالي مليون نخلة وفسيلة ( حبيشان وآخرون 2005 ). وفي عام(2006م) بلغت تكاليف رش هذه الآفة في ساحل حضرموت 40 مليون ريال يمني استهدفت 600000 نخلة. وفي م / المهرة كلفت عشرة مليون ريال ، ووادي حضرموت 60 مليون ريال ( مكتب الزراعة ساحل حضرموت2006 ). إلا أن وزارة الزراعة ممثله بمكتبيها في الساحل والوادي لم توضع أي خطط أو برامج لاستخدام بدائل أخرى بدلا من استخدام أطنان المبيدات التي لم تجدي ولم تحد من ضراوة الآفة بل أنها زادت من حدتها وضراوتها في المناطق التي كانت إصابتها خفيفة تحولت إلى إصابة شديدة مثل وادي عسد بمديرية الريدة وقصيعر بل وقضت على العديد من النخيل ودخلت مناطق لم تكن موجودة فيها مثل الغريفة ومعيان حمد بمديرية الديس الشرقية ، بل انتشرت في بعض محافظات الجمهورية فقد سجلت في محافظة عدن في النصف الأول من عام 2005 م . كما ذكر حبيشان وآخرون (2006) بأنها وصلت إلى بعض مناطق محافظة شبوة (وادي جردان و حبان ).
أما بالنسبة للحملة الأخيرة بوادي دوعن من5/ابريل إلى 22/ابريل/2010 التي قام بها مكتب الزراعة والري بساحل حضرموت استهدفت مئات الآلاف من أشجار النخيل شملت مجموعة من المناطق ( الخريبة و القزة و الرشيد و الهجرين ) كلفت الدولة حوالي عشرة مليون ريال يمني أستخدمت فيها مكتب الزراعة بساحل حضرموت المبيد فلاسيز وهو من مبيدات الدلتا مثرين مصري الصنع هذه الحملة لم تكن مجدية أطلاقا ولم تحقق الهدف المنشود منها لعدة أسباب أهمها ׃
1- جاءت الحملة متأخرة بعد تجاوز الآفة طور الحورية وبلوغها طور الحشرة الكاملة وقد تم التزاوج ووضع البيض حيث أن المبيد لا يؤثر على البيض إطلاقاً وحسب قول الدكتور حبيشان في أبحاثه ونشراته(2004-2007) يجب أن يرش أفراد الجيل الربيعي للحشرة عندما يكون نسبة فقس البيض من 70- 80% وأعداد أفراد العمر الثالث للحورية هي السائدة وليست الحشرة الكاملة كما سبق ذكره.
2- بعض المناطق مثل منطقة القزة فيها إصابة خفيفة جداً (أقل من حشرة واحدة لكل خوصة) ولن تبلغ الحد الاقتصادي للرش (خمس حشرات لكل خوصة) وبالتالي لا تحتاج معاملة بالمبيدات نهائياً .
3- لا يوجد إشراف مباشر من المدير التنفيذي للحمله بل يدير الحملة عن بعد من محل إقامته (من المكتب) .
4- الضرر كبير جداً على الأعداء الحيوية التي يكثر نشاطها في هذه الفترة على الآفات المختلفة للنخيل .
و خلاصة القول ينطبق على هذه الحملات المستمرة المثل الشعبي ( رب ضارة نافعة ) و يؤيد ذلك قول للشاعر العربي ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .
عبدالباسط سعيد الغرابي