الدكتور عبدالباسط الغرابي
Admin
المساهمات : 1182
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
 | | موضوع: كرامة مرسال فنان بحجم الوطن السبت سبتمبر 13, 2014 2:32 am | |
| كرامة مرسال فنان بحجم الوطن
http://im63.gulfup.com/7JoNa7.jpg
يصادف اليوم الخميس الحادي عشر من سبتمبر من عام 2014م مرور الذكرى الأربعين على رحيل فقيد الأغنية الحضرمية الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال الذي وافته المنية صباح يوم الأحد الثالث من أغسطس من العام الجاري بمستشقى ابن سيناء المكلا بعد صراع مرير مع المرض أدى إلى رحيله و بغياب الفنان مرسال عن ساحة الفنية خسرت حضرموت واليمن إحدى عمالقة الفن الأصيل في الجزيرة العربية والخليج العربي .
بدأ كرامة مرسال مشواره الفني في سن مبكرحينما كان في السابعة عشر من عمره حيث توفي في تلك الفترة الفنان محمد جمعة خان أحد أشهر فناني حضرموت في ذلك الوقت حيث ترك وفاته فراغا في الساحة الفنية، إلا أن كرامة بدأ مشواره الفني بسد ذلك الفراغ فكان يحي حفلات شعبية وأعراس على أنغام وأغاني محمد جمعة خان مما أعطاه خطوة قوية للظهور
أنطلق صوت مرسال مدويا في حضرموت مرددا أغاني الفنان محمد جمعة خان منتشرا من المكلا إلى بقية مدن قرى وساحل حضرموت ووادي حضرموت كما أنه لم يقتصر غناء مرسال على أغاني محمد جمعة فحسب بل تغنى بالعديد من أغاني الشاعر الكبير حسين المحضار التي كان يشدو بها من الشحر شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين .
تميزه و قدراته الفنية:
استطاع الفنان كرامة مرسال بموهبته الفذة أن يرسم لنفسه طريقة مميزة ومدرسة فنية خاصة به .
فقد وهبه الله حنجرة شجية وصوت قوي مبحوح التي جعلت ملايين المتذوقين يعجبوا بهذا الصوت حتى النخاع وقد حظي بلقب فنان حضرموت الأول .
للفنان مرسال حضور متميز على المسرح فهو الفنان صاحب الصوت العذب والحضور الرائع و المؤدي المتألق والفنان المتمكن الواثق من نفسه وقدراته هذه الصفات جعلت منه أسطورة في الغناء بحق وحقيقة .
وقد شاد بذلك الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي في عام1988م حين غنى رائعة المحضار (منذ ربع قرن ياربان السفينة ) . بالإضافة لذلك فهو عازف جيد العزف على آلة العود
في مطلع السبعينات من القرن الماضي بدأ الفنان الراحل يتعامل مع شعراء وملحني حضرموت فقد شكل ثنائي مع العديد من المبدعين فقد غنى للشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي مجموعة من القصائد ومن أشهرها (رافعات الشيادر , حبيبي حل في قلبي ، بلجيك مايصلح إلا , ليلة بعيبات وغيرها ) كما شكل ثنائي مع الشاعر الراحل عبدالرحمن باعمرو ومن اشهر هذه الروائع ( مر كالبان , ردي هواك إلخ ) وفي منتصف السبعينات تغنى بكلمات الشاعر عمر العيدروس ومن أهم تلك الأغاني ( فهمك لمعنى الحب خاطئ , لخصك المولى بشيء وغيرها )
تعامل مع شعراء وملحنين من ساحل ووادي حضرموت منهم الشاعر الرقيق عبدالقادر الكاف ومن أجمل ما قدمه مرسال للكاف ( على ميعاد, الزمن غدار ) كما شكل ثلاثي متميز مع الشاعر عوض احمد حميدان والملحن سالم سعيد جبران في مرحلة السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي ومن أشهر هذه الروائع ( فيش من صبر فيش , الشوق الشوق , ياشعلة البين قل احتيالي , ريتنا حل دائم حيث مايسكن الريم , ليتنا ماعرفنا بعضنا يافراق) غنى للشاعر الغنائي التريمي محفوظ باحشوان مجموعة من الروائع الغنائية ومن ابرزها ( شربة ماء , العشق قلبي ماسكن ، ياساري الليل عاده ليل بانستريح ) كما قدم مجموعة من أغاني الشاعر الرائع أحمد سالم البيض ومن هذه الروائع ( يارائحين الوطن , كان يا ما كان , من مننا معصوم ) , غنى للشاعر والمنشد الرائع محمد محفوظ الكالف (مابانساهم , العشق ألوان )
له علاقة متميزه مع الفنان والشاعر والملحن الحضرمي سعيد يمين عبدالله المقيم في محافظة عدن وقدم له مجموعة من الروائع( يارسول الهوى , جميلي زرعته , كفي ياعين والليش تبكين ).
تعامل مع بعض الشعراء من خارج حضرموت منهم احمد ناصر الحمقاني وغنى له ( نسيتك و انتهى عهدك) ،شكل ثلاثي جميل مع الشاعر أحمد ابومهدي والملحن احمد باقتادة ومن ابرز هذه الروائع ( البحر يتقايس , قال لي غني وارجو ان تغني ) غنى للشاعر محمد الحداد وأبن طاهر و سعيد سالم باجعالة وسالم بامطرف وجمعان بامطرف والناصر و صالح عبدالله بن سلم , كما قدم الكثير من الشعراء الشباب منهم الشاعر محمد بن الشيخ أبوبكر وباغوزة وجيلاني الشيخ , محمد باعكابة و غيرهم الكثير .
أما بالنسبة للملحنين شكل ثنائي مع الموسيقار احمد مفتاح قدم خلاله روائع فنية جميلة منها ( يلوموني يلوموني ، كلموا الاسمراني) وعلي سعيد ( يدور الزمن بيننا من حال لحال ، الحب قالوا عيب ) كما غنى من ألحان الملحن صالح يسلم و كلمات بدر بورسلي و الفنان أبوبكر سالم (تقول المقالة ) كلمات الناصر كما غنى للفنان أنور الحوثري عدة ألحان من أبرزها ( عاد المراحل طوال) وهي من كلمات الشاعر محمد الحداد و غيرهم الكثير .
الفنان كرامة مرسال الملحن :
كرامة مرسال ملحن بارع له مدرسته اللحنية الخاصة كما وصفه المايسترو نديم المضي بأنه ( خير من يجيد التلحين على مقامي الكرد والعجم في حضرموت) ، استطاع أن يقدم روائع لحنية جعلت منه ملحن متألق , إلا أنه لم يهتم بهذه الموهبة كثيرا ولذلك جاءت الحانة محدودة العدد ولكنها تعبر عن ملحن كبير ومقتدر ومن هذه الألحان ( لبيك ياموطني للشيخ عبدالله الناخبي , لبيك ياتاج اليمن للشاعر عمر العيدروس ، أقبل العيد للشاعر غالب باعكابة , متيم في الهوى التي لاقت نجاحا كبيرا في الساحة الفنية بالخليج والجزيرة وهي من كلمات الشاعر راشد الجابري , مر كاللبان و رقي هواك للشاعر عبدالرحمن باعمرو وكذلك رائعته الشهيرة يشهد الله و غيرها) .
حضور متميز في أداء الأغاني الوطنية و هذا هو سحر الأداء وفن الإتقان بقوة صوته وبتعبيراته على المسرح جعلت هذه الأغاني تنال من الشهرة ما لم تنله كثير من الأغاني الوطنية التي أداها غيره فظلت في ذاكرة الجمهور وديوان الغناء الوطني حية وتذاع بين الحين والآخر عبر وسائل الاعلام المختلفة و من مننا لم يستمتع بلبيك ياموطني أو من قال محبوبتك من , وغيرها الكثير والكثير .
أبوصبري والمحضار :
هناك علاقة فنية متينة ربطت فناننا الراحل بشاعر حضرموت الكبير حسين المحضار فقد خصه الأخير بالكثير من الروائع الغنائية وقد تميز المرسال بها ومن وجهت نظري لم يجيدها احد مثل مرسال ( حيث حليت ياريم اليمن , أمي الشحر والوالد جبل , سألك بالله وديني عالكويت , ما أطولك يا ليل ، كذا تلقين يا الدنيا وهي من ألحان الشاعر أحمد عبود باوزير ، يا جارنا , مايزعل , غصون العنب ، لبيك رمز الحب وغيرها ).
مرسال والدان الحضرمي :
تغنى بالعديد من روائع الدان الحضرمية بكل أطيافه و ألوانه غنى أغاني الدان التي غناها الفنان محمد جمعة خان لشعراء الدان مثل حداد بن حسن وعائض بلوعل و مستور حمادي و خميس الكندي وغيرهم ومنها (ذا فصل نظمة , يقول بن هاشم , ذا فصل حي ممساك وغيرها)
إلا أن مرسال قدم على دان الريض العديد من الأغنيات الرائعة مثل(ردده رده برده ، عشقة الخرد البلية ) كما تغنى بالعديد من ألحان الهبيش للملحن عبدالله عمر سواد ( بلجيك ما يصلح إلا , ليلة بعيبات ) وهي للشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي و كذلك رائعة المحضار (ياويح نفسي ) وهي من ألحان سعيد حمود مقسومة , كما غنى للشاعر عوض بن السبيتي ( سبحان لي خلق ) على لحن دان حفة للملحن عبدالله عمر سواد .
أصوات غنائية تخرجت من مدرسة مرسال:
ظهرت العديد من الأصوات الغنائية في السبعينات و الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي متأثرة بصوت و أداء الفنان كرامة مرسال و ساعدها ذلك تميزها بالصوت القوي والشجي والحضور من أبرزها جوهرة الطرب الحضرمي الفنان بدوي الزبير كانت انطلاقته وأدائه لا يختلف اثنان بان هذا الصوت متأثر كثيرا بأداء مرسال و خصوصا في بداية ظهوره على الساحة الفنية , إلا أن الفنان بدوي بعد ذلك تميزت قدراته وشخصيته الفنية الخاصة وسلك طريقا أخرى وخاصة الغناء على إيقاع السنكوب وقدرته الفائقة في أداء معظم ألوان و أطياف الغناء اليمني .
الفنان عبدالله مخرج فنان كبير ومقتدر و صوته مميز إلا انه متأثر كثيرا بأداء مرسال ، وكذلك أداء الفنان سعيد نصيب والفنان خالد باوزير .
غنى مرسال للإنسان وللوطن ، غنى للعشاق وللمسافر ,المغترب ,متأثرا ببيئته حتى النخاع لا يستطيع أن يخرج أو يتمرد عنها , كان شغوفا بحضرميته وتراث حضرموت وشعراء حضرموت ومبدعي حضرموت قدم الفن الحضرمي بأجمل ما يكون في جميع المحافل و الساحات الفنية مثل اليمن وحضرموت في العديد من الدول زار الكويت والسعودية والأمارات ومصر وليبيا والأمارات و عمان و البحرين و قطر والعراق والأردن وسوريا والعديد من الدول فكان خير من يقدم الفن الحضرمي الأصيل , شارك في العديد من المهرجانات في الداخل والخارج وقد بلغت عدد مشاركاته السنوية في أكثر من 6 مهرجانات سنوية خارج الوطن من أهمها مهرجان القرين وهلا فبراير بالكويت ومهرجان صلالة بسلطنة عمان .
للفنان كرامة مرسال فلسفته في الحياة و قد نقلت عنه صحيفة الثورة في أحد لقاءاته حين سُئل عن الحب فأجاب بأنه : (نبراس الحياة وحياة بدون حب لا تساوي شيئاً) وعن المرأة فأجاب بأنها : (شريان الحياة فهي الأم والأخت والزوجة) وعن الوداع فأجاب بأنه : (أصعب وأمر الأشياء).
وفي مقابلة أخرى عبر إذاعة المكلا عندما أجاب عن رأيه في الفنانين الشباب (بانهم ليسوا بفنانين بل هم مؤدين لفن غيرهم فقط فنحن نحتنا في الصخر لنصل إلى ما وصلنا إليه ) رحم الله كرامة مرسال كان فنانا رائعا ورجلا صادقا
ولا يسعنا إلا أن نطلب لفناننا الكبير الرحمة ونرثيه بهذه الخاطرة الشعرية :
يا حمام الروض ع الدنيا سلام
ما شدى الطائر ولا غنى الحمام * ما سجع قمري على غصن البشام
و انطفأت الأنوار و اشتد الظلام * طارت الأحلام و فقدنا الوئام
*****
بلبل الأفراح بالصوت الجميل * حرك الأوتار باللحن الأصيل
غاب عنها غاب في الليل الطويل * صوته الرنان يغني أنا الكلام
*****
ناحت الأوتار والناي الحزين * في دجى الأسحار تردف بالأنين
راح عنها راح لي يسجع سنين * بالغناء المبحوح من أعلى مقام
*****
المكلا خورها يبكي ندم * و الجبل والشرج يطويها الألم
برع سدة عليها اليوم غم * وين بوصبري ينسّيها الآلام
*****
خلف و الشاطئ ومن فوقه الكهوف * لي بسفح الحيد عد منهن صفوف
أيش عادك فوق هذا باتشوف * وأنزل الحارة و مر حي السلام
*****
المكلا خورها يا كم سمع * من غناء مرسال به قلبه ولع
يشفي المارود و يداوي الوجع * يطفي اللوعة بقلب المستهام
*****
لابسة فوة جلابيب الحداد * جول مسحه اليوم تشكي لسعاد
و المخادر والمسارح بالسواد * ما على العاشق يقولوا شيء ملام
*****
حضرموت الخير عا تبكي شنون * دمعها إلهتان هملته العيون
من راءها قال صيبت بالجنون * هكذا والله قالوها اللئام
*****
إن جبرتم كسر قلبي من لها * و المتيم من ترى بيشلها
مشكلة والله من بيحلها * هكذا عد الليالي زام زام
*****
الطويلة لي لها معنى وفن * لي عليها القلب من سابق يحن
عا خفيف الروح أو زين البدن * عا تحن مثلي كما حنت شبام
*****
المحافل شاهدة لي في عدن * مسرح الوطني عليه دائم يأن
ملتقى الإبداع من بعدك دفن * بعد ذاك اليوم أتقنع و صام
*****
كويت ديرتنا وسينما الأندلس * في نواديها حيا كم من عرس
بس بوصبري يكفيها وبس * خبر العاشق وقله لا تنام
*****
بعد هذا الوصف ما عندي قوال * رحمة الله مطلبي أخر سؤال
عا فقيد الفن في ختام المقال * من عظيم الشان خلاق الأنام
*****
الدكتور / عبدالباسط سعيد الغرابي | |
|
