شاعر وقصيدة
الشاعر عبدالله بن محمد باحسن جمل الليل.
(القصيدة يشوفني برق)
ولد في مدينة الشحر عام1861 (حضرموت ـ اليمن)، وتوفي فيها عام 1928م
قضى حياته في اليمن.
تعلم الكتابة وحفظ القرآن الكريم في أحد كتاتيب مدينة الشحر، ثم تلقى بداية علومه اللغوية والدينية عن عدد من علماء مدينته، ثم انتقل إلى مدينة سيؤون ولازم علي بن محمد الحبشي حتى أصبح فقيهًا ومؤرخًا وأديبًا شاعرًا.
كان عالمًا فقيهًا على دراية بالعلوم والفنون، ومعلمًا لها؛ فتلقى عنه الكثير من طلاب العلم.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد ومقطوعات في كتاب: «باحسن الرائد والفنان»، وله ديوان مخطوط، يقع في (273ورقة)، محفوظ بقسم الميكروفيلم بمركز الدراسات والبحوث الثقافية ـ عدن ـ تحت رقم545.
الأعمال الأخرى:
- له مقامات تناولت موضوعات مختلفة، وله كتاب في تاريخ مدينة الشحر بعنوان: «النفحات المسكية في أخبار الشحر المحمية».
شاعر مناسبات وعالم فقيه، شعره متعدد المعاني والأغراض، تعلوه مسحة صوفية تظهر في صوره، وبعض معاني النسيب والغزل بمقدمات قصائده، نظم في رثاء أخيه
فجاءت معانيه على نهج القدماء وتقاليدهم من دعوة العين للبكاء وذكر محاسن المتوفى والدعاء له، وغير ذلك مما يعبر عن مشاعر خاصة وعاطفة أخوية، كما ساق مدائحه لعلماء وشيوخ عصره، ومدح الوجهاء وكبار رجال الدولة فمال إلى المبالغة، يتسم شعره بالجزالة وفخامة الألفاظ وقوة التراكيب، خياله امتداد لتراث البلاغة العربية القديمة.
من اشهر اغانية، نعم طيب الأنفاس ،لك البشارة،عليك العمد ، غنى له معظم الفنانين ولعل أبرزهم محمد جمعة خان ،سعيد عبدالمحسن ،بدوي الزبير ،كرامة مرسال، احمد قاسم يسلم دحي ، محمد سعد عبدالله وغيرهم الكثير من فنانين الخليج والشباب و من اروع قصائده يشوفني برق التي يقول فيها
يشوّقني برقٌ من الحي لامعُ
لعلَّ به تبدو الرُّبا والمرابعُ
وحيث جرى عَرْف النسيم إذا سرى
تذكّرت ما تحويه تلك المواضع
كأنّي على التذكار ما زلت والعًا
وما زال قلبي نحو ليلى ينازع
عرفت الهوى لكنْ جهلت فعاله
وكيف وقد ضمَّتْهُ مني الأضالع
إذا لعلع البرّاق وهنًا على الحمى
صبا القلب وانهلَّتْ عليه المدامع
كفى مقلتي قَرْحًا على زمنٍ مضى
وأيام أنسٍ كنتُ فيهنّ [راتع]
رعى الله هاتيك الديار وأهلها
وحيّا رباها حيثما القلب والع
بها طيِّباتُ الحيّ يرتعنَ في الضحى
ويسحبنَ ذيل اللهو والحسنُ بارع
يهيِّجْنَ للصبِّ العميد لواعجًا
ويُظهرنَ للعشّاق ما الحبُّ صانع
لقد كنت في تلك الأماكن رائعًا
ولم احتفل يوما بمن هو قارع
إلى أن مضت تلك الأويقات فاعترَتْ
فؤادي همومٌ ما لها قَطُّ رادع
الدكتور عبدالباسط سعيد الغرابي
ا