ا
#امهات_خالدات
القصة????الاولى
????أسماء بنت أبي بكر
هي الأم التي ربت ابنها عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، ثم هي نفسها الأم التي قد فقدت بصرها، وتجده مصلوبا مقتولا فتحتسبه عند الله، من البداية إلي النهاية عطاء، تميزت بالسخاء، كلما جاءها شيء أخرجت شيء، تزوجت الزبير بن العوام وليس له من مال ولا أرض ولا مملوك إلا فرس، كانت ناجحة في بيت أهلها، ناجحة كـ زوجة وناجحة كـ أم.
قال عروة بن الزبير : دخلتُ أنا وأخي _ عبدالله بن الزبير _ قبل أن يُقتل بعشر ليال علي أمي وهي وجعة، فقال عبد الله كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة.
فقال عبدالله: إن ف الموت لعافية ( كان يقصد موته هو ) يصبرها.
فضحكت وقالت له : لعلك تشتهي موتي فلا تفعل.
ثم قالت والله ما أشتهي أن أموت حتي تأتيني علي أحد طرفيك إما أن تُقتل وتستشهد فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني بنصرك.
إياك أن تُعرض عليك خطة فترفضها، ثم تقبلها مخافة الموت .
هـكذا يربي المسلمون أبناءهم، من الفطرة أن تقلق الأم علي ابنها، ولكن عليها أن تُخفي قلقها وألمها حتي تجيد تربية أبنائها رجالأ مجاهدين.
قالت له: يا بني أنت أعلم بنفسك فإن كنت علي الحق فاصبر عليه ولا تسلم نفسك وممن معك لعصبة من بني أمية، وإن كنت لست علي الحق فلبئس العبد أنت، أهلكت نفسك و ممن معك ، فقال : والله يا أماه ما جورت في حكم الله أبدا وما أحببت الدنيا قط، لا تفتري عن الدعاء لي.
ثم دعت ربها قائلة : اللهم إني أسلمته إليك فاجعل عزائي فيه حسنا، اللهم أرحم طول قيامه وظمأه في هواجر مكة والمدينة صائما، وبره بأبيه وأمه .
تتجلي هنا فطرتها الجميلة، فطرة الأمومة مع حُسن التربية لله، فلم تُظهر ضعف قلبها أمام ولدها حتي لا تُضعف قلبه .. فقط ناجت الله بضعفها.
عند قتله أبي الحجاج إلا أن يصلبه ذهبت إلي هناك حيث ابنها، جاءها الحجاج يقول : أوصاني بك أمير المؤمنين خيرا يا أماه !!
فقالت : أنا لست لك بأمـ ، أنا أم هذا المصلوب، وعند الله تجتمع الخصوم .