..
يقول ابن كثير - رحمه الله - : ( كانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ، ليس لهم شغل إلا ذلك ، وقد أذلوا الكفر وأهله ، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعباً ، لا يتوجه المسلمون إلى قطرٌ من الأقطار إلا أخذوه ) أ هــ .
ولا يُعلم لعائلة حكمت كان لها فضل على بني الإنسان مثل عائلة بني أمية - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - !
فلبني أمية أيادٍ بيضاء على أمة الإسلام منذ فجر الدعوة وحتى يوم القيامة ، فعثمان بن عفان الأموي هو الذي جمع القرآن ، وأم المؤمنين الأموية " أم حبيبة بنت ابي سفيان " - رضى الله عنها - يكفيها ما نقلت لنا من سنن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، معاوية بن أبي سفيان الأموي هو الذي كتب الوحي من صدر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وعبد الله بن سعيد بن العاص بن أمية كان أحد شهداء بدر الثلاثة عشر ، ويزيد بن أبي سفيان الأموي هو فاتح لبنان وقائد جيوش الشام ، ويزيد بن معاوية الأموي هو قائد أول جيش يغزو القسطنطينية ( مدينة قيصر ) ، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له ) ..
وبنو أمية فيهم خالد بن يزيد الأموي مكتشف علم الكيمياء ، وبني أمية فيهم فاتح الشمال الإفريقي عقبة بن نافع الأموي - رحمه الله - ، وبني أمية فيهم عمر بن عبد العزيز الأموي ..
وقبة الصخرة بناها عبد الملك بن مروان الأموي ..
والأندلس فتحها الأمويون ، وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا فُتحت على أيدٍ أموية ، وتركيا فتحها الأمويون ، وأفغانستان وباكستان والهند وأوزرباكستان وتركمانستان ، وكازخستان كلها دخلت في الإسلام على ظهور خيول أموية ..
وحمل بنو أمية الإسلام إلى أوروبا ، فالأندلس فتحها الأمويون ، وجنوب فرنسا أصبحت أرضاً إسلامية فقط في زمن مجاهدي بني أمية ..
وأنقذ عبد الرحمن الداخل الأموي الأندلس من الدمار ، وكان عبد الرحمن الناصر الأموي من أعظم ملوك الأرض ..
ونشر بنو أمية رسلهم في أصقاع الأرض يدعون الناس إلى دين الله - سبحانه وتعالىٰ - ، فوصلت رسل الأمويين إلى الصينيين الذين اسموهم بـ ( أصحاب الملابس البيضاء ) ..
وفي عهد بني أمية انتشر العلم وساد العدل أرجاء الخلافة ..
وبدأ جمع الحديث النبوي في حكم بني أمية ..
وبنو أمية هم الذين عرّبوا الدواوين ، وهم الذين صكوا العملة الإسلامية ، وهم أول من بنى أسطول إسلامي في التاريخ ..
ووصلت الخلافة الإسلامية في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي إلى أكبر اتساع لها في تاريخ الإسلام ، فكان الآذان في عهد بني أمية يرفع في جبال الهملايا في الصين ، وفي أدغال افريقيا السوداء ، وفي أحراش الهند ، وعند حصون القسطنطينية ، وعند أبواب باريس ، وفي مرتفعات البرتغال ، وعلى شواطئ بحر الظلمات ، وعند سهول جورجبا ، وعند سواحل قبرص ، وترفف على قلاع تلك البلدان رايات بيضاء مكتوبٌ عليها ( لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله ) ،
هي رايات بني أمية ، فجزاهم الله خيراً لما قدموه للإسلام والمسلمين ..
وأظن الآن أصبحت الصورة واضحة لماذا الطعن في بني أمية خاصة ؟! .
كتبه د/ على الصلابي....