إنهما منبعا ثوبان وصويبر*، هذان المنبعان اللذان تشد لهما الرحال ، ويقصدهما الناس من كل حدب وصوب ، ليستمتعوا بتلك اللمسات الجانبية التي تمسح على أحزانهم كالبلسم٠
- ثوبان׃
معمل طبيعي لعلاج الروماتيزم ومختلف أوجاع المفاصل ، اختارته الطبيعية طيّعة كأنها تهدي تحفة قيمة ونادر لأبنائها المخلصين الذين لم يبخلوا عليها بقطرات عرقهم ، فكان الود و العطاء متبادلين ، مع تأمين العلاج الصحي . (ثوبان) يتبادر إلى ذهنك أنها مثنى لثوب ׃ ثوب الشفاء ، وثوب الصحة ، كم كانت و مازالت ملجأ للمصابين بأوجاع المفاصل الذين أعيتهم أوجاعهم ، واستنفذوا كل مدخراتهم في شراء الأدوية ، والجري وراء الأطباء في كل صقع ، وعندما تنغلق النوافذ ، وتكل الأرجل من الجري ، يلجأون إلى هذا المنبع المعطاء ، فيجدون الحنان والأمان والأمل ، حينها تكون المعجزة .
هذا كهل قادم من وادي العين ، يخرج محمولاً من السيارة على الأكتاف ، لا يقوى على النهوض والتحرك ، يطرق باب الشفاء، فيجد ضالته ، وينهض بعد أيام قلائل تتفجر الصحة من قسماته .
وهذا شاب أصيب بشلل مؤقت في رجليه ، فيعود إلى داره خلال أسبوع مشياً على قدميه ، وكأن هناك لمسة سحرية انتزعت منه آلامه ، ووهبته العافية ..وهناك حالات كثيرة استشعرت وأيقنت أن هناك معجزة خفية من وراء هذا النبع
_ صويبر׃
منبع صغير يخرج من بين الحصي يتحمل سقاية أرض أسفل الوادي ، فيقوم بدوره خير قيام ، أكتشف انه يسارع في شفاء وبرء الدمامل و الجرب ، وحكة الجلد ، والبقع السود على الجلد ، إذن هو متخصص في الأمراض الجلدية .
الجرب الذي عجزت عنه المراهم والأدوية المؤقتة ، والتي يظن المريض أن مرضه قد شفي ، فيفاجأ بظهوره من جديد ، حتى يقصد صويبر فإن مرضه يستأصل من جذوره .
جاء إلى صويبر بعد أن تنكر له أهله وميزوه في عريشه نائية ، يعيش وحيداً ، الكل ينفر منه ، يعطي له الأكل من وراء حجاب ، حتى قصد صويبر واغتسل من هذا المغتسل ، فكان له فيه مغتسل بارد وشراب ، فشفاه الله مما به ، وعاد يمارس حياته وكأن شيئاً لم يكن .
صارت صويبر مقصداً الصغار والكبار القادمين من مختلف المحافظات ، لا بل القادمين من الدول المجاورة للاستشفاء من هدا النبع المعجزة .
لم تكن أمراض الجلد هي الوحيدة التي يمحوها ، فهناك السكري والضغط ، والديدان وغيرها ، فقد أثبت ماء صويبر بما لا يدع مجالاً للشك أنه قادر- بإذن الله - على علاجها ، حيث كانت له يد مسلطة على مختلف الأمراض ، وصار جديراً بأن تعقد له البحوث والتحاليل .
هذان منبعان يصنعان المعجزات كل يوم دون ضجيج أو أضواء ، فلماذا هذا التجاهل القطيع لها ، ولو أنهما في بلد آخر لصار مقصداً للسّواح ، ولعلمت بهما رعاية تليق بمكانتهما ، و لتصدرا صفحات الصحف ، ولعبأت مياههما في زجاجات واكتسحت أسواق العالم !؟
* ثوبان و صويبر ׃ قريتان غرب مدينة الديس الشرقية التي تقع على بعد (150) كيلو متراً شرق مدينة المكلا عاصمة حضرموت باليمن .